الرياضة الليبية

بيلاردو بطل كأس العالم أخفق في قيادة منتخبنا في تصفيات المونديال

زين العابدين بركان

يعد المدرب الأرجنتيني كارلوس بيلاردو من أشهر المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب الليبي الأول لكرة القدم، حين تولى قيادة منتخبنا خلال مشاركته في تصفيات كأس العالم 2002، وجاءت بداية بيلاردو مثالية غير أن تجربته مع منتخبنا الوطني لم تدم طويلاً حيث تمت إقالته من مهامه عقب خسارته المفاجئة أمام منتخب تشاد بثلاثية في تصفيات أفريقيا، وقاد بيلاردو منتخبنا في أربع مباريات رسمية على واجهتيْ تصفيات أفريقيا وكأس العالم.

ذكريات التتويج بمونديال المكسيك

وبيلاردو، الذي سبق أن قاد المنتخب الأرجنتيني بقيادة مارادونا للفوز ببطولة كأس العالم بالمكسيك عام 1986 ثم قاده للمركز الثاني في مونديال إيطاليا 1990؛ تولى تدريب المنتخب الليبي لكرة القدم في صفقة كبيرة كان مارادونا هو وسيطها، كنت قد ألتقيته وأجريت معه حوارًا صحفيًا وتلفزيونيًا في يونيو عام 2000 بطرابلس، تحدث خلاله عن تجربته الأولى مع المنتخب الليبي وملاعب القارة الأفريقية، كما تحدث عن إنجازه الكبير، وذكريات فوزه بمونديال المكسيك، حيث أوضح بيلاردو قائلاً: عند فوزي ببطولة كأس العالم قمت بإسكات كل المنتقدين والمشككين الذين اتهموني وقتها بالجنون لتغيير نظام وطريقة لعب المنتخب الأرجنتيني إلى طريقة 3 – 5 – 2 – ولم يكن الأداء في البداية مرضيًا، وحدث تراجع كبير في مستوى وأداء المنتخب حتى انتهاء التصفيات حيث لم يرتفع مستوى الأداء ولم يكن عند مستوى التطلعات، لكن فيما بعد أصبحنا بالطريقة الجديدة أبطال العالم.

وتابع بيلاردو: لقد تعرضت أيضًا لهجمات وانتقادات أخرى شديدة لتعيين مارادونا كقائد للمنتخب متجاوزًا أسماء أكبر منه سنًا وأكثر منه خبرةً وتجربةً، لقد هاجمني الشعب الأرجنتيني والصحافة بشراسة ولم يكن السبب إعجابي الفائق بموهبته بل كنت مؤمنًا بأدائه القيادي على أرض الملعب وهو لم يخيب ظني.

وواصل استعادته ذكريات الفوز والتتويج بالمونديال بقوله: لك أن تتخيل أننا قبل مغادرتنا للمكسيك لخوض النهائيات بأيام؛ كان الناس يهاجمونني وينتقدونني بسبب مارادونا، لكن بعد ذلك قدم مارادونا بطولة خارقة للعادة وقاد الأرجنتين إلى منصة التتويج وسيطر على كأس العالم بطريقة غير مسبوقة، وأصبح نجمًا عالميًا وأسطورة بالنسبة للأرجنتين وتحولت أنا إلى بطل قومي

تجربة قصيرة مع المنتخب الليبي

جديرٌ بالذكر أن بيلاردو تولى مهمة قيادة وتدريب المنتخب الليبي في أربع مباريات دولية رسمية خلال تصفيات كأس العالم 2002 بكوريا واليابان وتصفيات كأس أمم أفريقيا مالي 2002، حيث قاد المنتخب لتحقيق الفوز في أولى مبارياته ضمن الدور التمهيدي على حساب مالي بعد الفوز بطرابلس ذهابًا بثلاثة أهداف لصفر، ثم خسر لقاء العودة بباماكو بثلاثة أهداف لهدف، ليقود المنتخب الليبي إلى التأهل بفارق الأهداف لدور المجموعات بصحبة الكاميرون وأنغولا وتوغو، وخسر الفريق في أولى مباريات دوري المجموعات بطرابلس تحت قيادته أمام الكاميرون بثلاثة أهداف لصفر، ثم كانت مباراة ليبيا وتشاد التي جرت في الثلاثين من شهر يونيو عام 2000 ، ضمن ذهاب تصفيات كأس أمم أفريقيا مالي 2002 بملعب انجامينا والتي أسفرت عن فوز منتخب تشاد بثلاثة أهداف لهدف، قد شهدت آخر ظهور لبيلاردو على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الليبي، حيث تولى الراحل محمد الخمسي المهمة خلفًا له.

يُذكر أن المدرب الأرجنتيني كارلوس بيلاردو يعدّ أول مدرب يمثّل المدرسة الأرجنتينية يقود المنتخب الليبي عبر تاريخه الطويل.

زر الذهاب إلى الأعلى