اراء

بيليه من يضاهيه؟

عامر جمعة
عامر جمعة

على الرغم من أن البرازيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي فازت بكأس العالم لكرة القدم خمس مرات وارتبط اسمها باللعبة أكثر من أي شيء آخر وأكثر من أي دولة أخرى إلا أن البرازيليين لن ينسوا ما حدث لمنتخبهم في نهائيات عام 1950 عندما نظموا البطولة على أرضهم، حيث اختتمت بمباراتهم مع الأوروجواي، ولم تكن البطولة حينذاك بنظام المجموعات، وكان البرازيليون لا يحتاجون إلى أكثر من التعادل للظفر بالكأس وقد تقدموا بهدف لكن الأوروجواي سجلت هدفين وخطفت اللقب وقلوب البرازيليين في ملعب ماراكانا وفي كل البلاد.

كان الطفل النحيف اديسون (بيليه) لم يبلغ العاشرة من عمره ومن أسرة فقيرة مما اضطره للعمل كماسح أحذية لمواجهة أعباء الحياة، وكان والده كبقية البرازيليين الذين لم يناموا ليلة ضياع اللقب العالمي.

ولأن الطفل إديسون تأثر لحال والده؛ فقد وعده بأن يثأر لبلاده وسيحضر له كأس العالم يومًا ما.

الفتى اليافع أوفى بوعده وأصبح عام  1958 أشهر وأصغر لاعب يفوز بكأس العالم عندما قاد منتخب بلاده للفوز على السويد في النهائي بخمسة أهداف سجل منها هدفين وليكون أصغر من فاز وسجل في النهائيات والنهائي.

البرازيليون احتفظوا باللقب بعد أربع سنوات بشيلي وتمت استعادته عام 1970 بالمكسيك بعد أن انتزعه الإنجليز في بلادهم عام 1966 وهي النسخة التى تعرض فيها نجمهم الأول للإصابة بفعل الخشونة المتعمدة في مباراة البرتغال.

في عام 1970  كان بيليه هو النجم الأبرز الذي خطف الأضواء بمهاراته العالية وأهدافه الرائعة وقيادته أعظم منتخب في تاريخ البرازيل والعالم.

بيليه الذي الذي لم يمضِ على احتفاله بعيد ميلاده الثاني والثمانين سوى أيام قليلة؛ رحل عن العالم وودّع الملاعب والدنيا بأسرها الخميس الماضي بعد مرض عضال لكنه سيبقى راسخًا ليس في قلوب عشاق كرة القدم كأعظم لاعب في القرن وفي التاريخ، بل في قلوب كل عشاق الرياضة، وقبل كل ذلك كإنسان لأن سيرته كانت وستظل مثالًا يحتذى.

الملك بيليه هو وحده الذي شارك في أربعة كؤوس عالمية وفاز بثلاثة منها وسجل خلال مسيرته 1282 هدفًا، من فعل ذلك غيره؟ منها  77  بقميص المنتخب في زمن لم تكن فيه المسابقات متعددة  والمباريات الدولية أقل ولم تكن القوانين تحافظ على النجوم مثلما هو الآن ولذلك كان الضرب المتعمد هو الوسيلة التي لجأ إليها المدافعون لإجباره على أن يكون متفرجًا في عدد من المباريات، والصور والمشاهد تؤكد ذلك.

الملك بيليه الأسطورة الحقيقي هو الأكثر تواضعًا بين لاعبي ورياضيي كل الأجيال ودعم سيرته بأخلاق رائعة ومواقف إنسانية متعددة ولم تسجل عليه نقيصة أينما حلّ ولا أي موقف سلبي ضد العرب والمسلمين وقضاياهم.

إنه الملك.. هو الأعظم بين كل نجوم العالم، لا أحد مثله.. من يضاهيه؟ إنه لا يقارن.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى