اراء

تكرار النتائج السلبية في الدورات الرياضية

خليفة بن صريتي‎‎انتهت بالأمس دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط الـ 19 التي أقيمت بمدينة وهران بالجزائر لمدة 10 أيام, وشاركت فيها 26 دولة مطلة على البحر المتوسط في عدد 24 لعبة رياضية، ومشاركة حوالي 3500 رياضي، ولقد شاركت ليبيا بعدد 34 رياضيًا ووفد رسمي يتقدمه وزير الرياضة ومجلس إدارة اللجنة الأولمبية وبعض الضيوف الكرام, وكما هي العادة جاءت ليبيا في الترتيب 24 ولم نترك خلفنا إلا دولتين هما لبنان وأندورا، وكانت الميدالية البرونزية الوحيدة في الكرة الحديدية.. وطبيعي جدًا أن يكون هذا الترتيب متناسبًا مع واقع المنظومة الرياضية السلبية في بلادنا, إن الدول عندما تشارك في الدورات الرياضية لديها الأرقام المسجلة لكل لعبة وتظل تعمل على الوصول إليها من خلال معسكرات التدريب وإجراء المنافسات ووجود لجان تقييم حقيقية تتابع ما يحدث من تطورات , ومن خلال ذلك تتم مشاركة الاتحادات الرياضية التي حققت فعلاً تقاربًا مع تلك الأرقام المسجلة بحيث يمكن منافستها والاستفادة منها في الاحتكاك، أما المشاركات العشوائية والتواجد في يوم الافتتاح وعرض الفرق الرياضية وجلوس القيادات الرياضية في منصة الشرف دون أن يروا علم بلادهم يرتفع في أي لعبة ولا يسمعوا عزف نشيدهم الوطني ويظلوا يصفقون لأبطال الدول الأخرى الذين هم بشر مثلنا ولا يختلفون عنا إلا في كيفية اهتمام دولهم بالرياضة وكيفية إقامة المعسكرات الرياضية المحلية والخارجية وكيفية الاستعداد العلمي المنظم من خلال خبراء اللعبة المختصين, صحيح أن الظروف التي تمر بها بلادنا تؤثر سلبيًا على شتى مجالاتنا الحياتية لكن رغم ذلك لا ننسى أنه في مثل هذه الظروف تحققت الميداليات الذهبية و الفضية في الشهور الماضية في بطولة العالم للقوة البدنية التي أقيمت بجنوب أفريقيا وذلك لوجود جهد علمي منظم وفعلي وليس شكليًا, ولعل الموقف الإيجابي الوحيد هو مقابلة رئيس اللجنة الأولمبية السيد جمال الزروق لاعب كرة الطائرة الدولي للإيطالي ديفيد تزيانو رئيس اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط ومدير إدارة التدريب والتطوير باللجنة الأولمبية الإيطالية ودعوته لزيارة ليبيا، وكذلك الاتفاق علي تفعيل اتفاقيات التعاون بما يخدم مصلحة رياضتنا, أخيرًا لا أنسى الجهود التي بذلت من قبل الشباب الرياضي الذين شاركوا في المسابقات وفي مجالات التحكيم وتسخير إمكانياتهم لتحقيق أفضل النتائج، لكن ليس بالإمكان أفضل مما كان.

زر الذهاب إلى الأعلى