جبريل شطوح.. ماكينة أهداف الفهود “ليتبارسكي” الكرة الليبية
جبريل شطوح.. هو أحد أبرز نجوم فريق التحدي الذين برزوا وسجلوا ظهورهم المبكر منذ أواخر السبعينيات، حيث حجز مكانه سريعا وبجدارة ولفت الانتباه مبكرًا في الوقت الذي كان فيه فريقه التحدي يزخر بكبار النجوم، ومع كل ذلك نجح في تسجيل تواجده بالتشكيلة الأساسية لأول مرة عام 1978، ولم يتجاوز عمره وقتها الستة عشر عاما.
تتلمذ “شطوح” وتعلم فنون الكرة من المدرب المصري القدير علي شرف، ابن مدرسة الزمالك العريقة، ثم حاز على ثقة مدرب الفريق الروماني قسطنطين رومنيسكو، واختاره ضمن صفوف الفريق الأول دون أن يتوقف ويمر عند محطة فئة الأواسط، لموهبته ونبوغه وتفوقه وتميزه عن باقي أبناء جيله، ليولد نجما كبيرا رغم صغر سنه وقلة خبرته وتجربته، وتألق في أولى مبارياته الرسمية مع فريقه التحدي في الموسم الرياضي 77 – 78 في مواجهة منافسه فريق الأهلي ببنغازي، وأسفرت المباراة عن تعادل الفريقين سلبيا بدون أهداف.
تألق مع المنتخب المدرسي
ولم يمض على ظهوره بالملاعب الكروية سوى موسم واحد فقط، حتى وقع عليه الاختيار لأول مرة ضمن تشكيلة المنتخب الليبي المدرسي، الذي مثل الكرة الليبية في الدورة المدرسية التي أقيمت بمدينة مقديشو بالصومال عام 1979، بقيادة المدرب الوطني رمضان كريمة، إلى جانب العديد من النجوم البارزين أمثال علي البشاري وناصر بلحاج وعمر القزيري ومفتاح الوداوي وغيرهم.
ظهور أفريقي مبكر
كان “شطوح” ضمن تشكيلة وقائمة فريقه التحدي، الذي مثل كرة القدم الليبية للمرة الثانية في تاريخه في بطولة الأندية الأفريقية عام 1978، وسجل أول تأهل أفريقي له على حساب فريق السكة الحديد الأثيوبي، ثم غادر السباق الأفريقي في الدور الثاني أمام فريق تيزي أوزو الجزائري.
تألق مع نجوم منتخب بنغازي
وكان يمكن أن يواصل النجم البارع جبريل شطوح تألقه السريع وانطلاقته المبكرة مع فريقه، غير أن توقف النشاط الكروي المحلي حال دون ذلك، ولم ينقذه من التوقف والخلود إلى الراحة سوى اختياره ضمن صفوف منتخب بنغازي، من قبل المدرب الراحل عبد العال العقيلي، عندما أقيم دوري منتخبات المناطق، ونجح جبريل شطوح في ان يكون ضمن تشكيلة المنتخب وأحد أبرز نجومه، الذي ضم – العديد من الأسماء الكبيرة أمثال العيساوي والبشاري والفيتوري رجب وماماش ومحمد المجدوب واشبير وطه الساحلي ورافع العقوري، حيث توج منتخب بنغازي بدوري منتخبات المناطق.
وواصل “شطوح”، ظهوره اللافت معه محافظا على تواجده بالملاعب كمهاجم وهداف بارع، عندما شارك منتخب بنغازي ومثل الكرة الليبية في بطولة الأندية الأفريقية أمام بطل نيجيريا، ليعود ليستأنف الرحلة والمشوار مع الفهود مع استئناف وعودة النشاط الكروي مطلع الثمانينيات.
ليتبارسكي الكرة الليبية
وتواصلت مسيرة “شطوح” الكروية، ونجح في المساهمة مع الفهود في إحراز الترتيب الأول على مستوى المنطقة الشرقية موسم 81 – 82، حيث ساهم في تتويج فريقه التحدي بهذا اللقب، عقب فوزه في المباراة النهائية على منافسه فريق النصر بهدفين لهدف، وأحرز شطوح هدف الفوز الثاني.
واصل شطوح رحلته الكروية الناصعة مع الفهود حتى اعتزاله الملاعب عام 1992، وكان ماكينة أهداف فريقه التي لا تهدأ ولا تتوقف ولا تمل من الحركة والمشاكسة والتهديف، حتى أن البعض شبهه وقتها بالنجم الألماني الشهير ليتبارسكي، حيث أحرز لفريقه الكثير من الأهداف الحاسمة في شباك أبرز الفرق المحلية وأبرز حراس المرمى، وكان نجم الديربيات والمواعيد الكروية الكبيرة وقائدا للفريق في العديد من المواسم الكروية.
تألق وتفوق على الصفاقسي التونسي
تألق شطوح مع فريقه التحدي في العديد من المباريات الودية الدولية التي خاضها فريقه التحدي وقاده لتحقيق فوز مستحق على حساب النادي الصفاقسي التونسي، بهدفين لصفر في المباراة الودية التي جرت عام بطرابلس عام 1982، حيث أحرز شطوح الهدف الأول وأضاف مفتاح الوداوي الهدف الثاني، كما شارك مع فريقه التحدي في مباريات ودية دولية أخرى أمام فريق مولمنبيك البلجيكي، وأمام الأولمبي السكندري في المباراة الودية التي جمعت الفريقين عام 1992 بالإسكندرية.
ثلاث أجيال
وينفرد شطوح بخاصية وميزة استثنائية فهو النجم الوحيد على مر تاريخ التحدي العريق، الذي عاصر ولعب وتألق مع ثلاث أجيال مختلفة، وهي جيل التحدي الذهبي من جيل السبعينيات جيل بطولة موسم 77، حيث لعب معه صغيرًا واكتسب منه الثقة والخبرة والتجربة والشجاعة والندية في مواجهة كل الكبار، وهو جيل بطل الموسم جيل القائد يونس راشد وطه الساحلي ومفتاح حبارة والتاجوري وزوبي وحسين منصور وعيسى مخلوف ومصطفى عبد الهادي وسعيد بوبكر وبورياقة واشبير والفلاح وصلاح الفيتوري ومحمد فرج ومحمد حسن، ثم لعب وقاد الجيل الثاني الذى برز خلال مواسم الثمانينيات وهو جيل فتحي أبوحلفاية ورمضان الشبلي وفرج ميلود ورمضان مرسال وصلاح الجهاني وكشبور ومفتاح الوداوي، ثم جيل التسعينيات وهو جيل صالح رحيل وجلال يونس وناصر سعيد وعادل ميلود وسالم التاورغي، كما عاصر الجيل الأخير عقب الاعتزال حين اتجه إلى مجال التدريب وأشرف على تدريب فريق التحدي للناشئين وحقق معه نتائج باهرة.
أول ظهور دولي مع منتخبنا
ورغم زخم وكثرة النجوم خلال سنوات الثمانينيات التي تعد من أزهى الفترات فى تاريخ الكرة الليبية، إلا أن اللاعب الدولي جبريل شطوح حظى بثقة وإعجاب المدرب الروماني مانولاكي، الذي اختاره لأول مرة ضمن صفوف المنتخب الليبي الأول الذي شارك في دورة ألعاب البحر المتوسط بالمغرب عام 1983، وكان الممثل الوحيد لفريقه التحدي في هذه البطولة الدولية الكبيرة.
وخاض مباراتين أمام منتخبي المغرب واليونان وضمت تشكيلة منتخبنا الوطني وقتها الطاهر سعد لحراسة المرمى ومحمد التكالى وصالح صولة وعلى البشارى وعياد القاضى وعبد السلام المغربى وفوزى العيساوى والمرغنى الشريف وجبريل شطوح وابراهيم المعدانى وسالم الجهانى كما برز فى اولى المباريات الودية الدولية التى خاضها امام المنتخب الاولمبى اليونانى بالعاصمة اثينا، وأسفرت المباراة عن تفوق المنتخب اليوناني بثلاثة أهداف لهدفين واحرز شطوح فى هذه المباراة اولى اهدافه الدولية فيما أحرز زميله فوزي العيساوي الهدف الثاني كما شارك مع منتخبنا في عدد من المباريات الودية الدولية الأخرى.
شهادة “العيساوي” الفنية
ويعتز اللاعب الدولي جبريل شطوح كثيرا بشهادة نجم الكرة الليبية الكبير فوزي العيساوي، عندما أشاد العيساوي في إحدى لقاءاته الصحفية بموهبة شطوح ونبوغه وبروزه المبكر أواخر السبعينيات وتنبأ له بمستقبل كروي زاهر، حيث يعتز بهذه الشهادة الفنية التي أعطته ومنحته دفعة معنوية كبيرة في بداية مشواره الكروي، وكان في مستوى هذه الثقة الغالية، خاصة وأنها جاءت من نجم كبير حظى فيما بعد بشرف اللعب والتألق إلى جانبه في منتخب بنغازي والمنتخب الأول في العديد من المباريات المحلية والدولية.