الرياضة الليبية

جرناز يفتح أرشيفه للحديث عن النجم ديميس الصغير ورحلته مع الهلال والمنتخب الوطني

ودّعت الأسرة الرياضية في ليبيا قبل أيام نجماً من نجوم الكرة الليبية، وهو اللاعب الاسمراني ديمس الصغير الذي كان لاعباَ مرموقاَ بنادي الهلال والمنتخب الوطني.

الصحفي والموثق علي جرناز الشهير بدقته في المعلومات والرصد التوثيقي، رصد حياة أسطورة الهلال ونشر إحصائية وسيرة نجمنا الراحل فقال:

“هو من عمالقة الكرة في الزمن الجميل .. وأحد الرموز التي تركت بصمة في تاريخ الكرة الليبية.. لاعب لماح في تمريراته.. ذكي في تصرفاته.. متواضع في علاقاته.. لا أحد يمكن أن ينكر وجوده ونجاحه.. فاكتسب في الشارع النجومية..

وفي الملعب القيادة.. يتميز إلى جانب موهبته في إجادة اللعب في أكثر من مركز، مقدرته على التسديد من خارج منطقة الجزاء.

وكنت قد التقيته بمدينة طرابلس مع نهاية سنة 2011 فوجدته غاية في الأدب والاحترام، قليل الكلام، رحمه الله وغفر له”.
مولده ونشأته

وُلد محمد فرج الرقيق الشهير باسم ديمس الصغير سنة 1945 في بنغازي، ولد في عائلة تعشق الرياضة فقد كان والده أحد لاعبي الرعيل الأول في بنغازي بعقد العشرينيات، وسبقه إلى عالم الشهرة شقيقه ديمس الكبير، وتلقى ديمس الصغير تعليمه بمدرسة التحرير الابتدائية.

ومن خلال هذه المدرسة بدأ مزاولة كرة القدم، وضمه الأستاذ خالد الغناي لاعب الهلال سابقاً لمنتخب المدرسة عام 1957.

 

الهلال عشقي الأول

نظراً لوجود شقيقه الأكبر في تشكيلة الهلال، فقد انضم ديمس الصغير تلقائياً لصفوف الهلال ولعب معه بفئة الأشبال سنة 1959.

في سنة 1962 مُنحت له الفرصة لإثبات ذاته مع الكبار عندما أشركه المدرب الجزائري سعيد الإبراهيمي في المباراة الودية، التي تقابل فيها الهلال مع فاليتا المالطي يوم الأحد 15 أبريل 1962، وانتهت لصالح الضيوف 3– 2.

من يومها انتزع لاعبنا مكاناً له ضمن تشكيلة الفريق الهلالي، الذي كان يضم فطاحلة الكرة الليبية، ومن محاسن الصدف أنه تُوّج مع فريقه بلقب بطولة برقة للدرجة الأولى في الموسم الأول الذي يلعب فيه ضمن صفوف الكبار 61- 1962، كما حصل مع الهلال على لقب بطولة المحافظات الشرقية موسم 64-1965.

وفي ذات الموسم حصل على الترتيب الثاني ببطولة ليبيا، بعد خسارته أمام الاتحاد في المباراة النهائية.

 

مع الهلال خاض العديد من المباريات الودية الدولية، فلعب مع الهلال في رحلته إلى بريطانيا سنة 1966، ولعب أيضاً ضد الترسانة القاهري وبنسيوسيو البرازيلي وفنشلي الإنجليزي وسيراييفو البوسني وفلوريانا المالطي والزمالك والإسماعيلي والأهلي والاتحاد السكندري والأفريقي التونسي والحمرون المالطي.

لم يتخلَ ديمس الصغير عن فريقه حتى في أحلك الظروف، وخاصة عندما تعرض الهلال لمغادرة الدرجة الأولى ولعب في الدرجة الثانية موسم 74 -1975، لم يتخلَ عن فريقه رغم الإغراءات التي قُدّمت له، فضرب بذلك معنى للوفاء للنادي الذي عرف معه الشهرة والأضواء واستمر حتى موعد الاعتزال سنة 1977.

وكان الأهلي بنغازي قد استعان به للمشاركة بكأس أندية المغرب العربي بالمغرب سنة 1969، ولعب معه مباراتين الأولى كانت ضد اتحاد الجزائر والثانية ضد الأفريقي التونسي.. نال فيها ديمس الصغير لقب أفضل لاعب.

صاحب الأهداف الجميلة

وبالرغم من كونه لاعب وسط، إلا أنه لم يقف متفرجاً فقد كانت حاسة التهديف لديه قوية.

وكان ديمس احتل الترتيب الثاني بعد اللاعب أحمد بن صويد في قائمة هدافي البطولة موسم 63- 1964، بعد أن سجل 17هدفاً، ومن الأهداف التي يعتز بها الهدف الثاني للهلال في مباراة قمة بنغازي ضد الأهلي بتاريخ 27 أبريل 1967، وانتهت لصالح الهلال 2–0.

لديمس ميزة أخرى فهو صاحب أول هدف لفريق الهلال في بطولة ليبيا، المشكلة من مجموعة واحدة موسم 68 -1969، وجاء الهدف بالدقيقة السابعة من بداية مباراة الهلال وأهلي فزان (القرضابية) بملعب سبها في 25 أكتوبر 1968، وانتهت لصالح الهلال 2–1، وأيضاً صاحب أكبر رصيد من الأهداف يسجله لاعب من الهلال في بطولة الدوري.

فهو سجل 5 أهداف من أصل 9 فاز بها الهلال على النهضة، في المباراة التي جرت في 8 نوفمبر 1968 بملعب 24 ديسمبر ببنغازي.

كما سجل هدفاً في مرمى الإسماعيلي في المباراة التي فاز بها الإسماعيلي 4–1 بتاريخ 11 نوفمبر 1968، وسجل هدفاً آخر في الاتحاد السكندري بالمباراة المنتهية بالتعادل 1–1 في 23 مايو 1969.

وعندما لعب مع منتخب بنغازي سجل هدفاً في مرمى لوكوموتيف موسكو الروسي، في مباراته مع منتخب بنغازي التي انتهت لصالح الضيوف 3–1 سنة 1965.

وسجل أيضاً في مرمى فريق سيراييفو البوسني، في مباراته التي جمعته بمنتخب بنغازي في 13 يناير 1967،
وكان صاحب هدف منتخب بنغازي في مباراته ضد فريق بوغن البولندي، التي انتهت بالتعادل 1–1، وأقيمت بتاريخ 7 . 12.1976 بملعب 28 مارس.

 

لاعباً دولياً لمدة 13 عاماً

بعد تألقه مع الهلال اختاره المدرب اليوغسلافي بوزفيتش لعضوية المنتخب الوطني، المشارك بدورة معرض طرابلس الدولي الثالثة سنة 1964.

ولعب ديمس الصغير مباراته الدولية الأولى يوم الأحد 8 مارس 1964 كلاعب وسط، ضمن المنتخب الوطني الذي واجه نظيره اللبناني الذي فاز 1–0.

وشهدت فعاليات الدورة الرياضية العربية الرابعة بالقاهرة عام 1965، تسجيل أول هدف دولي يحمل توقيع ديمس الصغير.

جاء الهدف في مرمى منتخب سوريا في المباراة التي انتهت 6–3 لمنتخبنا، في 4 سبتمبر 1965.

كما سجل 3 أهداف في مرمى منتخب محافظة لحج اليمني، ونال مع المنتخب الوطني بالدورة الميدالية البرونزية.

مع المنتخب الوطني شارك ديمس في أول مباراة رسمية أمام سوريا، وسجل هدفاً جاء في مرمى منتخب سوريا في المباراة التي انتهت بفوز منتخبنا بنتيجة 6 – 3، وأقيمت المباراة يوم السبت 4 سبتمبر 1965، كما سجل ثلاثة أهداف في مرمى منتخب محافظة لحج اليمني، ونال مع المنتخب الوطني في هذه الدورة الميدالية البرونزية.

مع المنتخب الوطني شارك ديمس في عدة بطولات ودورات، منها دورة معرض طرابلس الدولي السادسة وشارك مع الفريق الوطني في تصفيات كأس الأمم الأفريقية ضد المنتخب المصري عام 1967، وتصفيات دورة الألعاب الأولمبية ضد منتخبَي النيجر والجزائر في نفس العام، إضافة لدورة ألعاب المتوسط بتونس.

ويحسب لديمس الصغير أنه أول لاعب ليبي يُسجل أول هدف للمنتخب الليبي في تصفيات كأس العالم، منذ بدأت مشاركة المنتخب الليبي.

ويعتبر ديمس الصغير صاحب أول هدف للمنتخب الليبي في تصفيات كأس العالم لكرة القدم.

وقد سجل الهدف في الدقيقة 5 من بداية مباراة منتخبنا الوطني ونظيره الإثيوبي، والتي انتهت نتيجتها لصالح منتخبنا الوطني 2 – 0، والتي جرت بملعب 24 ديسمبر ببنغازي يوم الأحد 26 يناير 1969، كما حمل شارة قيادة الفريق الوطني في مباراة ليبيا ومصر بتصفيات كأس الأمم الأفريقية، التي جرت بالقاهرة بتاريخ 3 يناير 1971،
وأيضاً قاد المنتخب الوطني المشارك في كأس الإجلاء الثانية سنة 1971، ولعب للمنتخب الوطني في كأس فلسطين الأولى التي نُظمت بالعراق سنة 1972.

وكان آخر اختيار لديمس ضمن تشكيلة المنتخب سنة 1977 في المباراة الدولية، التي جمعت منتخبنا أمام غينيا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى