الرياضة الليبية

خاص بالصور | الذكرى الخامسة لرحيل أحمد الرويعي أحد رواد الصحافة الرياضية في ليبيا

صادف أمس الخميس، الموافق الرابع من شهر يونيو حلول الذكرى السنوية الخامسة على وفاة أحد أبرز رواد وفرسان الصحافة الرياضية العريقة في ليبيا الذى رحل عن دنيانا في الرابع من يونيو من عام 2015 بعد صراع ومعاناة طويلة مع المرض.

 

وتقديرًا واعتزازًا من “ريميسا” لهذه القيمة والقامة الإعلامية الكبيرة نستعيد ونستعرض سيرته ومسيرته الاعلامية والصحفية الطويلة وأبرز محطاتها.

مسيرة زاخرة وحافلة بالعطاء

يعد الراحل الكبير وفقيد الصحافة الرياضية من الإعلاميين الرياضيين الأوائل الذين ساهموا بفعالية في إرساء القواعد الرئيسية الأولى لهيكل الإعلام الرياضي الليبي منذ وقت مبكر وفي بداية مراحله الأولى وساهم في إثراء هذا المجال عبر مسيرة ورحلة طويلة زاخرة وحافلة بالعطاء.

الرويعي من مواليد عام 1938 في مدينة بنغازي، وبالتحديد في منطقة (سوق الحشيش) هذه المنطقة التي تميزت بإنجابها الأدباء والمثقفين والإعلاميين.

 

بدأ نشاطه في مجال الثقافة بكتابة القصة التي نشر له منها في مجلات (هنا طرابلس الغرب والضياء والمعلم والنور) خلال الخمسينيات، بالإضافة إلى اهتمامه بإعداد المقالات والبحوث في مجال الأدب الشعبي.

أحمد الرويعي

 

بدايته مع الصحافة الرياضية

بدأت علاقته بمجال الرياضة في عام 1956 بسبب اهتمام معظم سكان منطقته من الرياضيين بممارسة مختلف الألعاب الرياضية، الأمر الذي أدى إلى التحاقه بالنادي الأهلي للملاكمة في عام 1956 بسبب رغبته في ممارسة الملاكمة غير أن تكوينه البدني جعله يترك اللعب ويتجه إلى الإدارة ليصبح سكرتير النادي الأهلي للملاكمة.

 

في عام 1956 كانت أول محاولة له في مجال الصحافة الرياضية بكتابة مقال في صحيفة الزمان.

عاش احمد الرويعي في مناخ أدبي بسبب تجمع الأدباء والمثقفين بشكل دائم في صالون عائلته لكون أخيه الأكبر الأستاذ (طالب الرويعي) من كتاب القصة المعروفين آنذاك.

أحمد الرويعي

إثراء الموهبة
وفي هذا المناخ الرائع نمت لديه القدرة على الكتابة والمتابعة لكل جديد في مجال الأدب والثقافة إلا أن نصيحة مهمة من الأديب (يوسف الدلنسي) أدت إلى التحاق الأستاذ احمد الرويعي بمجال الصحافة الرياضية التي كانت تفتقر في هذه الفترة إلى أصحاب مهنة الصحافة الرياضية.

ويذكر (الرويعي) أن هناك من سبقه في هذا المجال وهم المرحوم عياد ادريزة، والمرحوم مفتاح الدراجي في بنغازي، ومحمد سويسي في طرابلس الذي كان فنياً بالمطابع وكانت البداية بالتحديد لدخول الأستاذ الرويعي إلى مجال الكتابة الصحافية في عام 1958.

في عام 1961 انتقل الأستاذ احمد الرويعي إلى مجال الصحافة رسمياً بعد أن كان مدرساً في مجال التعليم وبذلك يكون أول صحفي رسمي في بنغازي ويقابله زميله الأستاذ حسن الشغيوي في مدينة طرابلس.

أحمد الرويعي

أول سكرتير لاتحاد الملاكمة
في عام 1957 عندما تقرر اشتراك ليبيا في الدورة الرياضية العربية الثانية في بيروت تم تشكيل الوفد الرياضي من المنطقة الشرقية فقط فاعترض الأستاذ أحمد الرويعى على طبيعة هذه المشاركة وكتب مقالاً نشر في صحيفة الرائد بطرابلس تحت اسم مستعار وقد واجه الرويعي انتقادات بسبب هذا المقال إلا أن هذا الموقف دعاه إلى المطالبة بضرورة وجود (اتحاد رياضي واحد) في ليبيا وأيده مفتاح الدراجي الأمر الذي أدى إلى إنشاء الهيئة الرياضية العليا، واختير الرويعي أول سكرتير لاتحاد الملاكمة.

أحمد الرويعي

المطالبة بإنشاء اللجنة الأولمبية الليبية
في عام 1959 تم ترشيحه للالتحاق بدورة تدريبية تأهيلية في بيروت تحت إشراف جامعة الدول العربية وأهم ما يميز هذه الدورة هو التقاء الرويعي بالإعلامي الرياضي العربي اللبناني (ناصيف مجدلاني) صاحب صحيفة الحياة الرياضية الذي أبلغ الرويعي بأنه متابع لكتاباته وأبلغه بأنه عليه المطالبة بإنشاء اللجنة الأولمبية الليبية في ليبيا لأن إنشاء هذه اللجنة هو السبيل الوحيد إلى السماح بمشاركة ليبيا في جميع الدورات والمسابقات العالمية وبالفعل وبعد العودة من بيروت كتب الرويعي مقالاً واتبعه بآخر مطالباً بإنشاء اللجنة الأولمبية الليبية وأيده زميلاه الصحفيان مفتاح الدراجي ومختار الزروق وتحقق بذلك الأمل.

في عام 1961 وبعد أن تم اختيار الرويعي ضمن الوفد الإعلامي المشارك في الدورة الرياضية العربية الثالثة التي أقيمت في المغرب أصر الرويعي أن يكون إعلامياً متميزاً بسبب طموحه الشديد للقيام بعمل منفرد فاهتم بالحصول على بطاقة بريد لإرسال المعلومات (البرقيات) واستطاع الحصول على هذه البطاقة من الراديو الدولي.

وبأسلوبه المتميز استطاع أن يقيم علاقة مع المبرق في بريد المغرب وكذلك مع مسؤول (سنتربرس)، ومقابل ذلك اتفق مع صديقه محمد بن حميد أحد موظفي البريد الدولي في مدينة بنغازي من أجل استقبال برقياته اليومية وترجمتها وتسليمها إلى الصحيفة في اليوم نفسه، لذلك انفردت صحيفة (برقة الجديدة) بنشر أخبار الدورة العربية الرياضية يومياً، إلا أن بعض الزملاء في الصحف المحلية تناولوا هذه الرسائل في صحفهم دون الإشارة إلى المصدر.

أحمد الرويعي

الإعلام المرئي والمسموع
في عام 1957 بدأت علاقته بالإذاعة المسموعة عندما عرض عليه الشاعر عبد ربه الغناي تقديم برنامج باسم الأدب الشعبي ثم اقترح عليه تقديم برنامج رياضي لأول مرة لمدة 15 دقيقة ومنذ ذلك الوقت استمرت علاقة الرويعي بالإذاعة المسموعة إلى عام 1972.

في عام 1968 وعندما تقرر إنشاء الإذاعة المرئية في ليبيا اتصل به المهندس فوزي كرد وطلب منه الإسهام بتقديم برنامج رياضي في الإذاعة المرئية ولكن اعتذر واقترح مكانه زميله ( فيصل فخري) إلا أن الرويعي بدأ نشاطه في هذا البرنامج المرئي عام 1974 وبسبب الظروف الصحية ترك هذا المجال.

في عام 1974 كلف بمهمة الإشراف على القسم الرياضي بصحيفة الجهاد.

وبدعوة من القسم الرياضي بصحيفة قورينا – اليومية عاد في عام 2008 الى الكتابة بالصحافة الرياضية المقروءة بعد طول غياب وانقطاع طويل وكتب زاوية يومية تحمل عنوان أوراق رياضية قديمة، كما ساهم في السنوات الاخيرة ايضا في مجال الكتابة الصحافية من خلال الزاوية الأسبوعية (خواطر وذكريات) في صحيفة الشباب والرياضة التي تصدر عن اللجنة الاولمبية.

ظل حتى الأيام واللحظات الأخيرة من حياته وأثناء معاناته وصراعه مع المرض وفيا للمجال الذى عشقه وأمضى فيه سنوات طويله من عمره حيث قام بإعداد حلقات لبرنامجين من ذكرياته الرياضية – المفكرة الرياضية – ونجوم من الملاعب عبر راديو ليبيا الرياضية التي كانت محطته الاعلامية الاخيرة.

أحمد الرويعي

المهام الإدارية
وخلال مسيرته الإعلامية الحافلة، تقلد الرويعي العديد من المناصب الإدارية سواء في النادي الأهلي أو في اتحاد الملاكمة والتي تتمثل في:

• سكرتير النادي الأهلي للملاكمة عام 1956 وسكرتير النادي الشعبي للملاكمة عام 1957.

• سكرتير لجنة الملاكمة والمصارعة عام 1958.

• سكرتير لجنة كرة القدم.

• نائب رئيس اتحاد الملاكمة عام 1969 وعضو الاتحاد العام للملاكمة وسكرتيرا لنادى النجمة من عام 61 الى عام 65 وعضو اللجنة الاعلامية لدورة معرض طرابلس الدولي عام 66.

• نائب رئيس الاتحاد الفرعي لكرة القدم في بنغازي والاتحاد العام لكرة القدم برئاسة الزميل جمعة نصر عام 1968 ثم في عام 1970 عضو الاتحاد العام لكرة القدم حتى عام 1972.

أحمد الرويعي
• عضو اللجنة الأولمبية الليبية وممثلها في بنغازي عام 1973  ورئيسا للجنة التنظيم في كأس فلسطين ببنغازي عام 1973  كما حضر العديد من البطولات والدورات الدولية حيث شارك في المركز التدريبي العربي ببيروت عامي 1959 و عام 1960 ودورة ألعاب البحر المتوسط ببيروت 1959 والدورة العربية الثالثة بالمغرب عام 1961 والدورة العربية بالقاهرة عام 1965 ورافق المنتخب الليبي في مباراته الشهيرة امام المنتخب المصري في القاهرة عام 1967 ودورة العاب البحر المتوسط بتونس 67 وألعاب البحر بأزمير 1971.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى