اراء

خطاب إلى رئيس الاتحاد

عامر جمعة
عامر جمعة

كنت أول من ساند السيد “الشلماني”، رئيس اتحاد الكرة الحالي، في بداية رحلته مع التحكيم مع أنني لم أعرفه من قبل، لكنني شاهدته يدير مباراة مهمة بملعب طرابلس، وقد أدارها بمثالية مما أرغمني على الإشادة به والإعلان عن مولد حكم ونحن في حاجة إلى حكام ديدنهم النزاهة، رغم أن هذه النزاهة عرضته لكثير من المشاكل في أجواء مليئة بالتعصب، لكنها أهلته لإدارة أقوى المباريات الدولية التي أسندت إليه، وليكون خير سفير للتحكيم الليبي، مضيفًا له رصيدًا طيبًا مكملاً لنخبة من زملائه الذين سبقوه من أمثال يوسف الغول وسعد قمر وعدال وخيري سعد، وابوختالة وحمي، والسوادي وبالة، وآخرين لا يتسع المقال لذكرهم.

كنت أتمنى أن يواصل في مجاله الذي يحتاج إلى إصلاح وإلى قدرات كل خبراته، مع ظهور ثلة من الشباب الجدد الذين نعول عليهم دوليًا، لكنه اختار أن يكون المسؤول الأول عن كرة القدم وهذا من حقه ولم يصل إلى مبتغاه إلا بإرادة الجمعية العمومية التي منحته أصواتها.

الرجل شجاع وجرئ وقد يعطي أكثر مما يأخذ، لكنني لا أتفق معه في أمور عدة، منها أن الاستمرار على كرسي الرئاسة ليس بإرضاء النوادي، ولا بنفوذ المناطق لأنه إن قبل بذلك؛ رهن قراره بمن استرضاهم على حساب المصلحة العامة.

وعليه، ولأن الدوري وهو أساس المشاكل تديره في كل الدول المتقدمة روابط محترفة مُشكّلة من الأندية بالانتخاب مما يجعل اتحاد الكرة بعيدًا عن المهاترات والتأويلات والمشاكل ليهتم بما هو أهم من ذلك مثل أمر المنتخبات وتطوير عناصر اللعبة مع أن أنديتنا قد تكون في البداية غير قادرة على ذلك لكن من المهم أن تخوض التجربة وتعتمد على نفسها، وتتحمل مسؤولية إنجاح الدوري من عدمه.

السيد الشلماني أو سواه ممن يصلون لكرسي الرئاسة لن يبقوا سوى المدة المقررة إلا اذا كان يسعى لفترة رئاسية ثانية شأنه شأن كل رؤساء الاتحادات في كل بلاد العالم، وإذا رأى نفسه جديرًا بذلك؛ لابد أن يكون قراره مستقلاً، وليَنشغل بالعمل الذي يطور اللعبة بعيدًا عن صراع الدوري الذي يصبح من اختصاص الرابطة، وليَبتعد عن التصريحات التي أصبحت شغله الشاغل والظهور في وسائل الإعلام وإرضاء بعض الإعلاميين الذين تواجدوا في المجال من أجل المنافع، وهم كثرٌ هذه الأيام، ودون مقومات لأنه بذلك؛ يفقد مصداقيته مثلما يفقد الإعلام هيبته، وقد ولجه المتطفلون أصحاب المنافع على حساب شرف المهنة.

زر الذهاب إلى الأعلى