حسنًا.. يكاد لا يخلو نادٍ من أنديتنا من ظاهرة متفشية لا تُخطئها العين، تتمثّل في مجموعات من المشجعين، تجدهم في كل وقت وحين لا يغادرون أسوار النادي، يحاولون أن يفرضوا آراءهم ورغباتهم وأهواءهم على مجالس إدارات الأندية، بدءًا من اختيار الأجهزة الفنية والإدارية للفرق الرياضية، مرورًا باختيار اللاعبين الجُدد، ومحاولة فرض رأيهم في هذه الاختيارات بدوافع عاطفية وأحيانًا مصلحية، محاولين الإيحاء بأن لهم رؤية فنية تُمكّنهم من تقييم قدرات هذا اللاعب أو ذاك، إلى درجة أن بعض إدارات الأندية حاولت استمالتهم ببعض المزايا؛ تفاديًا لضغوط بألوان مختلفة، قد يمارسونها عليهم تربك عملهم.
ما سبق ذكره لا يعني بالضرورة التعميم، لأننا نؤكد أن دور المشجع مهمٌ في العملية الرياضية وأكثرهم المشجعون الإيجابيون الذين ساهموا، ولا يزالون، بأعمال إيجابية تستحق الإشادة والتقدير، غير أن هناك خلطًا في المفاهيم بين المشجع وعضو النادي، ويجب أن يتم تصحيح هذه المفاهيم في النظام الأساسي الموحد للأندية، حتى تُزال الغشاوة وسوء الفهم الشائع بيننا، فعضو النادي هو من يدفع رسوم اشتراك ذات قيمة مالية كبيرة، وليست رمزية، كما يحدث الآن تُمكّنه من الدخول إلى مقر النادي وعضوية الجمعية العمومية وبالتالي المشاركة في صنع القرار والاستفادة من المرافق الرياضية والترفيهية له ولأسرته، أما المشجع المحب فدوره دعم ناديه بالتشجيع والدعم أثناء المباريات والأحداث الرياضية.
أبواب الأندية في كل أنحاء العالم مقفلة لا تُشرع إلا للأعضاء ممن أشرنا إليهم، وليس كما يحدث في أغلب أنديتنا الليبية التي تحولت إلى ملاذ لمن يعتقدون أنهم أوصياء عليها.