اراء

خط أحمر

إبهار

عبدالفتاح زكريحسنًا.. مشاعر من الانبهار والدهشة.. ممزوجتان بالوجع غمرتني وأنا أشاهد مراسم افتتاح كأس العرب بالدوحة .. عمل كبير وتنظيم رائع بلمسة من الخيال والجمال، شاهدناها ولمسناها وشعرنا بها، يؤكد الجهد الكبير لمن صمم ونفذ هذا العمل المبهر بين أركان أحد الملاعب الرائعة التي أُنشأت لاحتضان مباريات كأس العالم وهو تحفة معمارية فريدة مدهشة.

أذكر أنني قبل سنوات من الآن كنت في زيارة إلى الدوحة لحضور اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للصحافة الرياضية، وتزامن هذا الاجتماع مع حضور لجنة من “فيفا” لمعاينة أحد الملاعب المستهدفة باحتضان مباريات كأس العالم ومعايشة تجربة التغلب على حرارة الطقس، وبالفعل تمت دعوتنا وحضرنا بالملعب، وكانت درجة الحرارة يومها تتجاوز 43 درجة مئوية خارج الملعب، ولكنها تحولت إلى 19 درجة مئوية داخله، حتى أنني ومن حولي شعرنا بهواء بارد يلامس أجسادنا حينها, والسبب تشغيل تقنية تضخ هواءً باردًا عبر فتحات بالمدرجات، وكذلك وسط الملعب، وسط دهشة وإعجاب الحاضرين.

على قدر الدهشة والانبهار؛ كان بداخلي حزن عميق يفتك بي، وبالتأكيد جميعكم، عندما تذكرت تعطل انطلاق الدوري الليبي بسبب “أزمة الملاعب”، حيث عجز اتحاد الكرة عن توفير ملاعب لاحتضان المباريات، ونقول ملاعب تجاوزًا، فما يتوفر عندنا ليس له علاقة بملاعب كرة القدم في العالم، رغم أننا كنا روادًا في الوطن العربي وأفريقيا، عندما تم تشييد ملعبيْ طرابلس وبنغازي، قبل أكثر من نصف قرن من الآن.

هو وجعٌ لغياب المنتخب الليبي عن هذا المحفل العربي الكبير الذي يُقام تحت إشراف “فيفا”، لأول وآخر مرة، وبدرجة خمسة نجوم كتجربة حقيقية لكأس العالم 2022، رغم أننا من أسّس الاتحاد العربي لكرة القدم، بل وأول من ترأسه ممثلاً في المرحوم عبداللطيف بوكر، وهي حقيقة يتم طمسها عن سبق إصرار وترصد إمعانًا في تهميش وطن لم نعرف كيف نحبه وندافع عنه.

زر الذهاب إلى الأعلى