خلوه عيد خلوها رياضة
[avatar user=”author4″ size=”thumbnail” align=”right” /]
كل عام والجميع بخير وسعادة بمناسبة حلول عيد الفطر الذي نتمنى أن يكون الجميع فيه سعيداً، وهو فرصة لكي نعيش السعادة لا أن نجعلها مجرد عبارات مجاملة باهتة ومُحنّطة نتقاذفها عبر فضاء التواصل الاجتماعي وفي اللقاءات الشخصية، ففرحة العيد الحقيقية لن تكون إلا بتطهير نفوسنا من الفجور، والسمو بها نحو التسامح، وشرح صدورنا للآخرين وفتح قلوبنا للهواء النقي ووضع كل الأمور في نصابها وتقييد التعاملات مهما كانت بالقيم النبيلة، حيث الاختلاف ظاهرة صحية وطبيعية إذا ظلت في مربعها ولم يدخلها الفجور، والتنافس سمة طبيعية إذا لم تتحول إلى خصومة، والرياضة فضاء للتنافس لا للخصومة، حيث في الرياضة يوجد منافس وليس خصماً، وإذا فهمنا وتقيدنا بهذا المفهوم سنعيش فرحة الانتصار ونتذوق طعم التميز من دون الإساءة إلى الآخرين، فواقع رياضتنا كواقع عيدنا للأسف الشديد، حيث برغم قولنا لبعضنا “عيدكم سعيد” فالعيد ليس كذلك، والدعاء وحده لن يجعل العيد سعيدا، فالسماء لا تُمطر سعادة بل السعادة تُنتجها الصدور، السعادة إنتاجنا مثلما الشقاء الذي نعيشه هو إنتاجنا، فالاختلاف أمر طبيعي إذا لم يخالطه فجور، والتنافس سلوك إنساني طبيعي وجميل يبرز التألق والتميز والابتكار، ويُحدث الإدهاش ويرفع قيمة التذوق، لكن يجب أن لا يتحول إلى خصومة، فالرياضة ليس فيها خصم بل منافس، ولكي يكون العيد سعيدا والرياضة فضاء للفرح والنجاح يجب أن تنتج صدورنا قيم الرياضة، وأن نتقيد بنبلها لأنها رسالة تربوية عظيمة تخلق أجيالا واثقة متميزة لا تعاني من عُقد نفسية، وبالتالي سينعكس ذلك إيجابياً على الحراك الاجتماعي، وعندها سنقبل الخسارة مثلما نفرح بالفوز وسنجعل من الخسارة درساً نبحث في ثناياه عن أوجه القصور ونُصلحها لنفوز، ونعتبر المنافس ضرورة لنا، وبالتالي سنحافظ عليه ولا نسعى إلى تدميره مثلما نفعل الآن للأسف الشديد، وستشفى نفوسنا من أورام الأحقاد التي دمرتنا، وسيكون العيد سعيداً حقًا والرياضة ميداناً للمحبة والحياة كلها سنرى جمالها ونتذوق لذّتها، وإلى ذلك الحين ومن باب المجاملة فقط ورغم يقيني بعدم تصديق الواقع للعبارة كل عام ونحن جميعًا بخير.