اراء

خواطر في البال من المونديال (2)

عامر جمعة

عامر جمعةسألني ما هو الفارق بين المنتخبين السعودي والقطري؟ بعد أن حقق الأول فوزًا معتبرًا على الأرجنتين وأخفق الثاني أمام منتخب أقل رغم أنه يلعب على أرضه ووفرت له كل ظروف الاستعداد والحوافز.

أليس القطريون هم أبطال آسيا والفائزون على بعبعها منتخب اليابان؟ والسعودية غابت عن الألقاب لسنوات عدة.

قلت: المنتخب القطري لا يقل بأي حال من الأحوال عن نظيره السعودي، بل هو الذي شهد تطورًا كبيرًا جسده بلقب آسيوي تاريخي قبل ثلاث سنوات عن جدارة واستحقاق في وجود اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران في حين تراجع السعودي بانتهاء حقبة سامي الجابر وماجد عبدالله والثنيان وحسين عبدالغني وخالد مسعد والمهلب والعويران وأخيرًا جيل الشلهوب والمرعب القحطاني.

ولأن منتخب السعودية تأهل أولاً في تصفيات مونديال الدوحة على مجموعة ضمت اليابان وأستراليا وهو مؤشر على وصوله لمرحلة من النضج الجماعي والفردي فقد أصبح يلعب كرة حديثة بمزيج بين المهارة والقوة خاصة تحت إمرة المدرب رونار في حين تراجع القطريون بشكل لافت وهو ما يدعو للاستغراب من دولة كانت تستعد لاحتضان المونديال وقد أتيحت لها فرصة المشاركة في التصفيات مع أوروبا كضيف شرف ولعب العديد من المباريات مع منتخبات أوروبية من مدارس مختلفة علاوة على مشاركتها في الكأس الذهبية في أمريكا والكاريبي، وإن كانت النتائج في التصفيات (الصورية) مخيبة قياسًا على ما قدمته في الكأس الذهبية.

ولا أرى سببًا للإخفاق سوى المدرب الذي أتيحت له كل الفرص وما كان للاتحاد القطري أن يبقي عليه لأنه أكد مرارًا أنه لم يعد لديه جديد يقدمه لمنتخب كانت دولته مقبلة على حدث لا يتكرر كثيرًا ليضفي على نجاح التنظيم كثيرًا من الحزن والإخفاق.

لقد أعطى المنتخب السعودي درسًا في كيفية التعامل مع المباريات، لكن قلة هم الذين يستفيدون من دروس الكرة وهي كثيرة، وهو ما يضفي على المباريات متعة، لأن المفاجآت تظل واردةً ولو أن المنتخب القطري الذي قدّم الأداء الأسوأ أمام الإكوادور في أهم مباراة لعب اليوم مع نظيره السعودي؛ لرأينا مباراة غاية في الندية ولربما فاز القطريون، أما لماذا؟ فلأنهم في مباراة الإكوادور لم يقدموا إمكانياتهم الحقيقية وفقدوا الثقة وفشل مدربهم في إعدادهم ليقدموا ما يمكن لهم تقديمه وبقدر ما تألق الدوسري والشهري أكثر مما تألق ميسي غاب نجوم قطر وبينهم أفضل لاعب في آسيا.
لقد نجح مدرب السعودية فيما فشل مدرب قطر فأظهر السعوديون إمكانياتهم الحقيقية وكان نجوم قطر مجرد أشباح.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى