اراء

خواطر في البال من المونديال

شاهدتُ كما شاهد العالم أجمع كيف استطاع المنتخب العربي السعودي أن يُلحق الهزيمة بمنتخب الأرجنتين، أحد أبرز المرشحين للقب إن لم يكن المرشح الأول لنسخة الدوحة والمنتمي لمدرسة كروية عالمية عريقة لها خصائصها فازت بالكأس مرتين، وفرضت وجودها في النهائي ضعف هذا العدد، وهي أيضاً التي قدّمت للعالم عشرات النجوم الأفضل على مر الزمن، ويكفي الإشارة إلى مارادونا ثم ميسي بعد كمبس وباساريلا وتارانتيني والمرعب باتستوتا؛
ما جرى في مونديال الدوحة يؤكد أن النجاح واللحاق بركب الكرة العالمي في لعبة هي العشق الأول لكل سكان العالم، يظل طموحاً ممكناً.
وعلى الرغم من أن المواجهة بين المنتخبين شهدت مشاركة أسماء كبيرة في تشكيلة التانقو، إلا أن (الشهري) ورفاقه هم من لفتوا الأنظار وسرقوا الأضواء ليس على مستوى الأداء البطولي والتركيز والعمل الجماعي للأخضر السعودي، بل أيضاً على المستوى الفردي، فالطريقة التي تم بها إحراز الهدفين رداً على ركلة جزاء (ميسي) لو أنها تمت من قبل أي نجم من نجوم العالم المرموقين، لاستغرق المحللون في الفضائيات ساعات وهم يتحدثون عن الإبداع المهاري والهدوء والتركيز العالي وحُسن التصرف والقدرة على التحكم في الكرة والمناورة وبراعة التسديد.
وفي هذه الحالة فإن لاعبي السعودية هم نجوم المباراة الذين سيظلون في الذاكرة؛؛
الأمر لا يتعلق بعدم وفرة المواهب في الملاعب العربية بل هي منجم من مناجمها، ولا أظن أن ملاعبنا تختلف عنها لكن الاختلاف في العقلية التي تدار بها الرياضة عموماً في بلادنا، فلا نرى كرة القدم إلا تعصباً مقيتاً وصراعاً، ومن سيطر على اتحاداتها تباعاً ظل شغلهم الشاغل مراكزهم وما يحققون من مكاسب ولا نرى بوادر للإصلاح لأنه حتى الذين يتحدثون عن ذلك هم من تبوأوا نفس المناصب من قبل ولم يقدّموا لنا سوى الفشل في كل الأوقات؛؛

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى