اراء

خيبات …

عبدالفتاح زكريحسناً.. دولة فقيرة مثل السنغال تقدّمت بطلب قرض من بريطانيا بقيمة 230 مليون دولار تقريباً، لم تنفقها في شراء الأسلحة أو السيارات أو المكاتب الفارهة لمسؤوليها، بل خصصتها لبناء ملعب كرة قدم حديث، أجبرتنا أن نتحدث عنه الآن بكثير من التقدير والإعجاب، ليس فقط لشكله وجماله وقيمته الرياضية بل لشعور من يملكون القرار في السنغال بأن الرياضة وكرة القدم خاصة هي مشروع وطني، ينبغي أن تخصص له الميزانيات الضخمة ولو اضطر الأمر إلى الاستدانة والاقتراض من أجل إسعاد شعب يعشق كرة القدم، ويخفف بها عن معاناته اليومية، طلباً للرزق والحياة الكريمة، حتى أن افتتاح هذا الملعب جاء تزامناً مع فوز منتخبهم الوطني لكرة القدم ببطولة أمم أفريقيا، مؤكدين لنا توافق الرؤى والمسارات بين اتحاد كرة القدم الذي جهز المنتخب فنياً وإدرياً، حتى أوصله لمنصة التتويج، وبين الإدارات الحكومية التي كانت تعمل على إنجاز هذا الصرح الرياضي الكبير فكان النجاح متزامناً، أسعد الشعب السنغالي المسلم وذكّرنا بخيباتنا وعجزنا حتى عن صيانة ملعبي بنغازي وطرابلس المتهالكين، لعلهما يكونان قادرين على استقبال مباريات المنتخب الليبي لكرة القدم أو حتى مباريات الدوري التي يُفكّر المسؤولون في اتحاد كرة القدم في استكماله في إحدى الدول العربية، مع اشتداد المنافسة في الدور السداسي وغياب الملاعب المناسبة والقادرة على استيعاب المنافسات.

بقي أن نشير إلى أن بناء الملعب استغرق 17 شهراً تقريباً، ونفذته شركات تركية، يا من تحجّون إلى تركيا جيئاً وذهاباً دون أن تقدّموا للوطن شيئاً جميلاً نذكركم به.

زر الذهاب إلى الأعلى