لم يكن أكثر المتشائمين حتى من أبناء مدينة درنة الزاهرة المنكوبة يتوقع ماحصل للمدينة وأهلها من كارثة وفاجعة ضربتها فجأة وعلى حين غفلة وهذا ما أكده لى عدد من الأصدقاء الناجين بأعجوبة .. ففي وقت وزمن قياسى قصير كان عدد الضحايا بالآلاف والمفقودين والمصابين بإعداد مضاعفة – دانيال – إختار خيرة مدن الشرق الليبى مدينة الياسمين والثقافة والمسرح والرياضة والفن والهندسة لينال منها ويحولها إلى مدينة منكوبة بكل ماتحمل الكلمة من معنى – درنة الساحرة المطلة على البحر والمتميزة بموقعها الرائع – عرفت الرياضة وكرة القدم منذ القدم من خلال أشهر أنديتها اتحاد درنة – الأفريقي – ودارنس قطبى الكرة بالمدينة العريقة واللذان قدما للكرة الليبية الكثير من النجوم وكانت مبارياتهما الديربى من اشهرغ الديربيات على صعيد كرة القدم الليبية.
وعلى صعيد المنتخبات الوطنية بدأت علاقة نجوم الكرة بدرنة مع المنتخب الوطنى منذ أول ظهور رسمي للمنتخب بالدورة الرياضية العربية الأولى التي جرت بالإسكندرية عام 1953 وأستمر تألق نجوم الكرة بدرنة مع المنتخبات الوطنية وبرع نجومها في العديد من المباريات والمواعيد الكبيرة – وكاد قطبى الكرة بمدينة درنة ان يتوجا ببطولة الدورى الليبى وكانا في أكثر من موسم قريبان من التتويج باللقب حيث حل فريق الأفريقي في الموسم الرياضى 73 – 74 وصيفا لبطل الموسم فيما رافق الحظ العاثر فريق دارنس في مناسبتين حين حل لأول مرة وصيفاً لبطل الدوري في منتصف الستينات ثم حين كان متصدراً لبطولة الدورى الليبى موسم 78 – 79 لكن الموسم تم الغاءه ليحرم دارنس من لقب كان قريبا منه.
وكان فريق دارنس لكرة اليد خير سفير وممثل للرياضة الليبية حين حل وصيفا لبطل العرب ببطولة الأندية العربية التي استضافتها طرابلس عام 1977 وكثيراً ما شهدت ملاعبها مباريات دولية كبيرة واستقبلت العديد من الفرق والمنتخبات وحققت فرق درنة نتائج وقدمت عروض رائعة أمام فرق شهيرة من البرازيل وفرق الاسماعيلى والترسانة والاتحاد السكندرى وفرق من يوغسلافيا وإيطاليا ومالطا ومنتخب الجزائر الذى واجه على ملعب درنة منتخب درنة بكامل نجومه ومحترفيه.
درنة الجريحة ستعود وستنهض من كبوتها وستنفض عنها غبار الأزمة وهى أقوى من أي وقت مضى وستستعيد مكانتها.
درنة التي كان شبابها اهلا لركوب الصعاب سيعبرون هذه الازمة والمحنة.
درنة التي كانت في كل مرة تنتفض في وجه التحديات ستعود إلى الواجهة وهى أكثر قوة وعنفوان. ستبتسم الزاهرة التي عمها الصمت والحزن طويلا وستستعيد شبابها وسترتدى حلتها الجديدة.
درنة التي طالها الظلم والاجحاف لن يتوقف نبض الحياة فيها ولن يستمر هذا الفراغ طويلا.
درنة التي عاشت قصة وحكاية خصام طويلة هي من ستوحد الوطن عبر رسالة دانيال التي كانت الأقوى والأكثر تأثيراً وتعبيراً لأن الكل أستوعب الدرس رغم قسوته.