دعم مالي سيعمّق أزمة الكرة الليبية.. ويزيد توغل الأندية في انتهاج التسول
لن يكون الدعم المادي الذي تلقته أندية الدوري الليبي هذه المرة إلا سهمًا جديدًا في نعش الكرة الليبية التي باتت ميتة سريريًا حقًا بسبب أزماتها المستمرة وتخبطات أنديتها المتخلفة واتحادها العاجز.
الدعم المادي الجديد لا أراه سوى إهدارًا للمال العام واستمرارًا للفوضى العارمة في الرياضة والكرة الليبية.
دعم مالي قيمته مائة مليون دينار، سيزيد عمق أزمة الكرة الليبية ويعطى من جديد للأندية حقًا مكتسبًا وديمومة لمطالبات أخرى من حكومات مستقبلية.
لا أشكّك أبدًا في وطنية رئيس حكومة الوحدة الوطنية وأدرك أنه عاشق للكرة والرياضة، لكننا كنا ولازلنا نطالبه بموقف أكثر صرامة وأكثر تنظيمًا وشجاعة في وقف عبث الأندية وتسوّلها المستمر باستغلال الواقع الرياضي البائس واتحاد عاجز عن تطوير أدواته ووزارة رياضية لم تتقدم إلى الأمام ولا تملك أساسًا للتطوير.
أندية تتلقى أموالًا لا لإعادة أوضاعها ولا لترتيب بيتها الداخلي المهترئ وبنيتها البدائية وإداراتها المحنطة ولا للعودة للاهتمام بالنشء بطريقة حديثة ومبتكرة، بل لدفع هذا الدعم للتعاقد مع لاعبين ونجوم زائلين ومدربين دون عمل.
كان من الأجدى أن يدرس مثل هكذا اجتماعات لسن قوانين جديدة تنظم حقل كرة القدم وإدخال القطاع الخاص محليًا وأجنبيًا وإيجاد موارد مالية بديلة للأندية في مشاركاتها المحلية والقارية.
لا أعتقد أن سقف طموحاتنا هو استمرار الدوري الليبي بطريقة بدائية وملاعب غير صالحة وإدارات فاشلة واتحاد عام جاثم على صدورنا.
أعتقد جازمًا أننا بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى لاستراتيجية جديدة في الرياضة وكرة القدم ويفترض أن تكون للدولة أفق وبعد نظر في إعادة قواعد اللعبة في الرياضة والإسراع في إصدار قانون للرياضة وإعادة تنظيم الأندية وتحديد واجباتها وأهدافها بشكل مخالف لما يحدث الآن من تدنٍ في كل شيء بسبب عدم اعتماد مبدأ الإدارة المحترفة في الرياضة، وكرة القدم بوجه خاص.