نجم الإنتر وتوتنهام والمنتخب الدنماركي إريكسين جعل العالم يضع يده على قلبه عندما سقط مغشياً عليه على خط التماس، في لقطة تكررت وأعادت الذاكرة الرياضية إلى أحزان، تجاوزتها كرة القدم لكنها ظلت راسخة في أذهان الناس كلما حدث مشهد مماثل، وهذا ما حدث، سقوط مفاجئ وتوقف للكرة من قبل لاعبي فنلندا وصافرة من الحكم والسماح بدخول الطاقميين الطبيين للمنتخبيين، وقبل ذلك كابتن الدنمارك وبكل هدوء واحترافية يضع اللاعب على جنبه حتى لا يبلع لسانه، لقد احتاج اللاعب إلى أقل من عشر دقائق حتى يعود للحياة، لأن النوبة القلبية تحتاج لثلاث دقائق لتؤثر على المخ وتحدث الوفاة بعد مرور عشر دقائق، والأعمار بيد الله، لكن هذه نظرية طبية، لكن الأطباء الذين هرعوا للملعب سابقوا الزمن والثواني وفي أقل من عشر دقائق أنعشوا قلبه ثم صعقوه كهربائيا وحقنوه بجرعة لإنعاشه، لقد قام الفريق الطبي بعمل خرافي وهذا ما ذكره طبيب القلب سكوت موراي للديلي ميل، حين قال خمس دقائق فاصلة في حياة هذا اللاعب الذي نصحه باعتزال اللعبة، والقانون الإيطالي سيمنعه كذلك من مزاولة اللعبة، واللحظات المرعبة التي مرت على المباراة التي منح فيها لقب أفضل لاعب لإريكسين، تكريماً له، ولم يحتفل لاعبو فنلنده بالهدف، وتضامن نجوم اللعبة مع إريكسين وصفّق جمهور الملعب مع الحالة، لحظات إنسانية وجوانب مضيئة لكرة القدم، أما الإعجاز فهو وجود كل هذه الإمكانيات الطبية والاستعداد البشري للأحداث المفاجائة التي تقع على الملعب، لقد كُتب له عمر جديد بفضل الله عز وجل والاهتمام اللذي سبق نقله إلى المشفى.