دعنا نتفق نحن محبو كرة القدم أن تنظيم أي دوري للعبة في العالم، يهدف أولاً وأخيراً إلى تطورها،
ودعنا نتفق أننا دولة متخلفة كروياً وتصنيفنا بين دول العالم في المركز (120)، وأنا على يقين أن كثيراً من الدول التي تتأخر عنا في هذا التصنيف هي أفضل منا مستوى وتنظيماً وإنجازات، وعلى سبيل المثال فإن الكويت وتصنيفها (148) قد فازت في عهد المدرب التشيكي (متشالا) بكأس آسيا، وشاركت في نهائيات كأس العالم (1982) عن القارة، ولم يكن لها حينذاك خمسة مقاعد وتأهلت لدورة الألعاب الأولمبية (1980)، وتحتفظ بالرقم القياسي للفوز بكأس الخليج، ولديها أكثر من نادٍ فاز بألقاب قارية؛؛
الدوري في كل الدول يهدف للتطور، أما دورينا فليس له هدف وظل دائماً وفق أمزجة القائمين على الكرة، وكم هي مسكينة هذه الكرة والرياضة عموماً لأنها أديرت إما من غير أهلها أو من القاصرين منهم الذين لا يحسنون التنظيم ولا الكتابة ولا حتى الكلام، ولعل مراسم قرعة السداسي (المهزلة) التي نقلت للعالم تؤكد ذلك؛؛
الحل ليس (فزعة) وحملة إعلامية على رأي بعض الزملاء، بل يتعلق بالإرادة والتوافق على اتخاذ قرار والقرار تملكه الجمعية العمومية، وهذه الجمعية لا تنصلح إلا بقيادات واعية مؤهلة شجاعة متعلمة مثقفةدون النظر إلى الشهادات الورقية لأن الفيس كشف القناع وعندي الدليل؛؛
أي دوري في العالم هذا الذي يقال إنه من ثلاثين فريقاً لم ينظم حتى في البرازيل، التي تزيد مساحتها عن ثمانية ملايين كيلو متر مربع؟
ولأن اتحاد الكرة العام الذي رهن نفسه لمن منحه الأصوات بالهبات والوعود والقرارات يجس النبض، وعندما يتيقن أن ردة الفعل مجرد ضجة لا تستند إلى إرادة مجتمعة من النوادي الفاعلة قد يجرؤ على تمرير قراره الهابط؛؛
المسألة لا تتعدى موقفاً من النوادي، ليجد اتحاد الكرة نفسه يغرد وحيداً، لكن هل الأندية قادرة على ذلك وهي التي تهرول نحو الاتحاد خلسة، وكل لا يرى إلا مصلحته الوقتية؟
الأمر لا يحتاج إلى شوشرة عبر الفيس أو أي موقع إعلامي، إنما إلى قرار جريء بالرفض يدعمه تعهد جماعي كتابي، وأنا أستبعد ذلك لأن الأندية عبارة عن (حزمة كرناف) لأن منها من معك وعليك؛؛
إن أي اتحاد كرة لا قيمة له إلا بالنوادي، والقرارات الحاسمة لا تتخذ بالأقوال والبربقاندة، وإنما بالأفعال، وفي غياب الفعل فلا بأس من دوري عدد فرقه مساوياً لعدد أعضاء مجلس النواب؛؛؛