في منتصف الستينيات من القرن الماضي برزت فكرة إقامة دوري تنشيطي لكرة القدم خلال شهر رمضان المبارك، حيث كانت كل مدينة تقيم نشاطها الرمضاني على حدة، لصعوبة التنقل وضيق الوقت خلال الشهر الكريم وأُطلق عليه دوري رمضان.
وكان الاتحاد الليبي لكرة القدم وقتها برئاسة محمد الزنتوتي أول رئيس للاتحاد الليبي، يهدف من خلال إقامته هذا الدوري توفير فرص الإعداد والاستعداد لفرق الأندية المحلية، وإعطاء الفرصة للوجوه الشابة الجديدة التي لم تأخذ فرصتها في الدوري الرسمي لاكتساب الثقة والخبرة والتجربة واكتشاف البارزين منهم.
وتميزت تلك المسابقات الرمضانية المحلية التي كانت تقام خلال فترة ما بعد الإفطار تحت الأضواء الكاشفة، بمشاركة أبرز فرق الأندية المحلية وبإدارة أبرز حكام اللعبة الدوليين، وكانت تحظى باهتمام إعلامي كبير من الصحافة الرياضية المقروءة التي كانت وقتها في أوج ازدهارها.
وكانت تخصص الصحف المحلية جوائز تشجيعية وتحفيزية لإبراز اللاعبين والهدافين، إلى جانب الحضور الجماهيري الكبير الذي كانت تحظى به هذه المنافسات الكروية المثيرة.
فعلى مستوى ملاعب طرابلس اقتصر التنافس المثير بين قطبي الكرة بالمدينة الأهلي طرابلس والاتحاد، إلى جانب فريق المدينة اللذين تناوبوا وتعاقبوا على إحراز الألقاب والبطولات، وبرزت العديد من المواهب الشابة التي شقت طريقها فيما بعد إلى عالم النجومية وكان دورياً حافلاً بالمفاجآت.
وعلى مستوى مدينة بنغازي تناوبت أغلب الفرق البارزة على التتويج بها، وهي الأهلي بنغازي في موسمين والنصر في موسمين والتحدي والنجمة توجت هي الأخرى ونالت نصيبها من ألقاب هذه المواسم الرمضانية الودية، التي أقيمت في مواسمه الأولى بعد منتصف الستينيات بملعب 24 ديسمبر بالبركة، ثم احتضن ملعب المدينة الرياضية ببنغازي مواسم السبعينات الرمضانية.
وكان التنافس يتسم بالندية والإثارة، وتدور المباريات في كنف الروح الرياضية العالية، وكانت نتائج تلك المواسم إيجابية، وأعطت ثمارها في بروز واكتشاف الكثير من نجوم الكرة، الذين كان دوري رمضان يُمثّل لهم بوابة الشهرة والانطلاق.
وتُوج الأهلي بنغازي ببطولة دوري رمضان خلال موسمي 66 – 67 والتحدي ببطولة موسم 69 والنجمة ببطولة موسم 68، عقب فوزه في المباراة النهائية على الهلال بثلاثة أهداف لهدفين، والنصر ببطولة موسمي 70 و76، ومنذ سنوات ليست بالقصيرة توقفت منافسات دوري رمضان وحلت محلها إقامة مباريات مسابقة كأس ليبيا خلال ليالي الشهر الكريم، التي لم تخلوا منافساتها من الإثارة والتشويق والمفاجآت.
