دوري.. لا طعم ولا لون!
دورينا المحلي المسمى “بالممتاز” وهو ليس بالممتاز تكالبت عليه ذئاب الفشل ونهشته من كل جانب حتى رمته عظماً!
فلم يعد إلا شبحا لدوري به مجموعة من الفرق تقترب من بعضها البعض، وتتشابه فيما بينها في كل شيء ولا تختلف إلا في غلالاتها وأسماء لاعبيها ومدربيها، وإن كان غالبيتهم هذا الموسم من دولة الجوار تونس في ظاهرة غريبة لم يشهدها تاريخ الكرة الليبية منذ وقت طويل، وربما هي الأولى والوحيدة على مستوى الملاعب العربية عموما..!
دورينا يئن من سوء أرضية الملاعب ومن سلوك اللاعبين والإداريين المشاغب، ومن أخطاء الحكام التي قلبت موازين النتائج ومنحنت الفوز لبعض الفرق بلا أدنى جهد ومن دون سكب العرق ولا متاعب.
لا تشويق ولا إثارة ولا مستوى فني مميز، ولا جمالية في الأداء ولا ارتفاع في اللياقة البدنية، ولا خطط لعب مدروسة بل كل ما نشاهده وشاهدناه هو فوضى وعشوائية وارتجالية، وجري وراء الكرة في كل مكان وكأننا في سباق للركض الشعبي أو العدو الريفي وليس في مباراة للعبة شعبية سرقت الأفئدة والمهج بما يتوفر لها من ركائز وعناصر وضوابط وأسس وخطط مرسومة بدقة، ينفذها لاعبون مهرة وكأنهم جوقة موسيقية متآلفة ومتناغمة في ألحانها وكلماتها!
لاعبون من كل حدب وصوب. عرب وعجم. أكل عليهم الدهر وشرب واستهلكوا قبل أن يأتوا إلينا وأنهكهم كثرة اللعب والتنقل بين الفرق، فلم يقدموا لنا شيئاً إلا ما ندر وباستثناءات قليلة وأضحوا مجرد أشباح في ملاعب يغمرها التراب ويكسوها العشب اليابس الباهت المصفر، وكأننا في صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا حياة!
هذا هو الدوري “الممتاز” وهذه عناصره ومكوناته ومخرجاته وسيظل ممتازا في نظر من أرادوه أن يكون كذلك، لكنهم لم يفلحوا في إقناع الكثيريين بهذه التسمية التي فرغت من مضمونها ومحتواها الحقيقي، وألصقت عبثاً بدوري لا لون ولا طعم ولا رائحة له!!