ديربي في كل زمان ومكان!
لقاءات الجوار أو الجارين أو ما يُعرف بالديربي أو مباراة القمة، كلها مُسميات وألقاب وعناوين لمباراة واحدة طرفاها فريقان معروفان منذ أمد بعيد في دورينا المحلي، عدد مبارياتهما تجاوز المائة وفي طريقه لدخول المئتين، وفي كل دوري لقاء جديد ولاعبون ومدربون جدد. قصة التنافس بين الناديين العريقين الأهلي طرابلس والاتحاد سيرة عطرة ترويها الأجيال جيلا بعد جيل، وتتناقل أخبارها وتفاصيلها بدقة متناهية لا تفوتها شاردة ولا تغفل عنها واردة، أحداثها مليئة بالتنافس الشريف والأداء القوي واللعب الرجولي الحماسي الذي يطغى على مباريات الفريقين بصرف النظر عن موقعهما وترتيبهما، والحالة الفنية التي عليها كل فريق، التوقعات والتكهنات والتخمينات غالبا ما تُخطّئ متوقعيها ومخمنيها وتدير ظهرها عنهم، وإن حدث توقّع ما فهو بمحض الصدفة وليس أكثر.
من كان يتصور أن ضربة البداية على أول لقاء جمع الفريقين قبل تسعة وستين عاماً من الآن بملعب النقل البحري بطرابلس، سيمتد ويتمدد إلى يومنا هذا، ونشاهد فيه الأحفاد وهم يُكملون مسيرة النجوم الأفذاذ في رحلة طويلة تؤسس لتاريخ كروي ناصع البياض، تسطر صفحاته الذكريات الجميلة والأيام الزاهية، وإن تبدلت الأحوال وتغيرت المفاهيم والأحداث والأفعال بتغير الأفكار والرغبات والأمزجة بحثاً عن الفوز والكسب والانتصارات، التي ينشهدها كل فريق في مثل هذه اللقاءات التي يُنظر إليها على أنها بمثابة بطولة أولقب بحد ذاته. ومع ذلك فهي في نهاية الأمر والمطاف ما هي إلا مجرد مباراة من تسعين دقيقة أو يزيد على ذلك بقليل تنتهي أطوارها وأنفاسها، ولا يبقى من ذكراها إلا المواقف واللحظات الخالدة التي ترسخ في الذاكرة ما بقيت المنافسات والديربيات، وما تتالت وتعددت القمم وأقوى المباريات.