اراء

رفقاً بالبوسيفي!

علي العزابي
علي العزابي

رجل هادئ الطباع دمث الخلق قليل الكلام صادق في تعامله مع كل المحيطين به، متواصل ومتواضع ومُلبي لكل دعوات وسائل الإعلام؛ لتوضيح كثير من المسائل والقرارات التي تصدر عن لجنته “العمود الفقري” لاتحاد الكرة الليبي، وأهمها وأكثرها ارتباطاً بالأندية المشاركة في الدوري الليبي لكرة القدم.

الأستاذ حسين البوسيفي رئيس اللجنة العامة للمسابقات هو رجل اتحاد الكرة الأول، من حيث الأهمية والعمل اليومي الذي يقوم به ولا منازع له في ذلك، ليس حباً في الظهور منه لكن قدره هكذا أن يكون على رأس وأعلى الهرم في أصعب وأخطر لجنة، إن جاز التعببر. فالقرارات والعقوبات وجداول المباريات والمصادقة على النتائج بإيجابياتها وسلبياتها لا بد لها أن تمر وتأخذ طريقها للعلن وللنشر عبر بوابة لجنة المسابقات، ومن تحت يدي حسين البوسيفي رئيس اللجنة.

قد لا يمر وقت ليس بالقصير إلا وتجد البوسيفي ضيفاً أو متصلاً بإحدى القنوات والإذاعات، وما أكثرها تناسلاً، مُوضحاً أو شارحاً لموضوع أو قرار أو قضية شائكة تخص الدوري والفرق المتنافسة فيه، ومن خلال حديثه نشعر أن الرجل يعمل وبقيه أعضاء لجنته لوحدهم دون سند من أحد، وكأن البوسيفي هو اتحاد الكرة واتحاد الكرة هو حسين البوسيفي، عمل مُضني وشاقّ بلا إمكانيات ومن دون حوافز في ظروف غاية في الصعوبة، تركوه لوحده دون سند وعضد أو مُعين يُجابه أندية وجماهير متعصبة لا ترى ولا تعترف إلا بما يصبّ في مصلحتها فقط، وكأن القرارات واللوائح المنظمة للدوري لم توضع أو تفصل الأعلى مقاسها هي وحدها دون سواها.

ليت الأمر توقف عند هذا الحد بل إن البوسيفي تفاجأ بالتعدي على اختصاص أصيل من ثوابت واختصاصات لجنته، في مباراة السوبر بين النصر والاتحاد، وهو الإجراء الذي خلّف استياءً عارماً في الوسط الرياضي، وقد اعتبره البعض تدخلاً سافراً ومقيتاً في شئون لجنة المسابقات، مما حذا بالبعض لمطالبة حسين البوسيفي بالاستقالة احتجاجاً على ما جرى وما اتخذ في حقه وحق لجنته!.

البوسيفي رغم كل الضغوط والمنغصات والعوائق والمطبات التي توضع أمامه وتحاول إعاقته وثنيه وإجباره ومحاولة إخضاعه للتراجع عن أداء مهمته، إلا أنه صامد في وجه العاصفة والرياح الهوجاء التي تحاول شده وإزاحته واعتراض طريقه، وزرع الأشواك أمامه لكي لا يكمل الدوري، وقد صار يقترب رويداً رويداً من نهايته والوصول به لأمتاره الأخيرة، فرفقاً بالبوسيفي ورفقاً بلجنته وبكل زملائه الصابرين المخلصين معه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى