الرياضة الليبية

رمزي الكوافي.. حامي عرين منتخبنا الوطني في أول ظهور بنهائيات الكان

يبقى حارس المرمى العملاق رمزي الكوافي، أحد أبرز حراس المرمى في تاريخ كرة القدم الليبية لما يتمتع به من مواصفات ومؤهلات بدنية وقدرات  خاصة تميز وتفرد بها عن أبناء جيله.

ورغم هذا التميز إلا أن الحارس الدولي  الكبير رمزي الكوافي يعد من حراس المرمى الذين لازمهم ورافقهم سوء الحظ في مسيرتهم الكروية حيث جاءته فرصة الظهور مع فريقه الأهلي ببنغازي متأخرة في وجود حراس مرمى عمالقة، ثم لازمه سوء الحظ للمرة الثانية عندما تعرض لإصابة خطيرة عجلت باتخاذه قرار الاعتزال المبكر والصعب  وهو في قمة نجوميته وشهرته وتألقه. 

 

البداية مع كرة القدم والطائرة

 بدأ حارس المرمى الدولي رمزي الكوافي، مسيرته الرياضية من الساحات والمدارس وخاصة مدرسة الاتحاد التي كان مديرها الأستاذ شحات عثمان، الرياضي والبطل المعروف في رياضة التنس الأرضي، بينما كانت بدايته الفعلية عام 1973، حين انضم لفريق أشبال النادي الأهلي بنغازي للكرة الطائرة مع اللاعب الدولي والمدرب المصري محمد حلمي، وفي نفس الوقت كان لاعبا وحارس مرمى بأشبال الأهلي بنغازي حيث أحب اللعبتين وتدرب مع كل منهما وتحصل مع فريق الكرة الطائرة على بطولة بنغازي، كما توج ببطولة الأواسط في كرة القدم بإشراف المدرب ناجي المعداني.

 

رفض العروض المغربية رغم تأخر المشاركة

 تحصل الحارس الدولي الكبير رمزي الكوافي، مع فريقه الأهلي بنغازي موسم 76 – 77 على بطولة الأواسط عقب فوزه في المباراة النهائية على فريق التحدي.

وفي الموسم الرياضي 78 – 79 دفع به المدرب المجري فلوريان ألبرت للفريق الأول حيث جاءته فرصة المشاركة مع الفريق الأول متأخرة بعض الشيء لوجود حراس متميزين بالفريق الأول أكثر خبرة وجاهزية في مقدمتهم الحارس الدولي العملاق الفيتوري رجب، غير أن حبه لمؤسسة الأهلى جعلته يتحلى بالصبر رغم العديد من العروض المغرية التي عرضت عليه من عدة أندية محلية والتي كان من الممكن أن يحجز بها مكانه كحارس مرمى أساسى بكل سهولة وبالشروط التي يرغبها غير أنه فضل البقاء والانتظار حتى يأتي الوقت المناسب والفرصة للدفاع عن شباك وعرين فريقه الأهلي بنغازي لثقته الكبيرة في إمكانياته وقدراته إلى أن جاءته الفرصة لأول مرة في الموسم الرياضي 78 – 79 للتناوب على حراسة مرمى الأهلى برفقة زميله العملاق الفيتوري رجب.

 

وصيف بطل الموسم

قاد رمزي الكوافي فريقه الأهلي بنغازي للمباراة النهائية من أجل إحراز بطولة الدوري الليبي في الموسم الرياضي 84 – 85 والتي كان خلالها قريبًا من التتويج لكنه فقد نتيجة النهائس أمام فريق الظهرة بطرابلس بركلات الترجيح عقب إنتهاء زمن الوقت الأصلي بالتعادل السلبي بدون أهداف ليكتفي بلقب وصيف بطل الموسم.

كما شارك مع فريقه الأهلي خلال مشاركته الأفريقية في بطولة الأندية الأفريقية عام 1986، والتي نجح خلالها فريقه في تسجيل وإحراز أكبر انتصار أفريقي له على حساب بطل بوركينا فاسو بخمسة أهداف مقابل هدف واحد.  

 

حارسا لمنتخبنا فى نهائيات الكان

استمرت رحلة الحارس العملاق رمزي الكوافي كحارس لمرمى فريقه الأهلي بنغازي وحلقته الأقوى وعلامته البارزة والفارقة في العديد من المواسم الكروية التي تألق بها وأظهر براعة فائقة في الدفاع عن الشباك، ليتم اختياره  عام 1981 للمنتخب الليبي العسكري تحت إشراف المدرب الوطني الهاشمي البهلول، ثم اختاره المدرب المجري بيلا ضمن صفوف منتخبنا الوطني الأول  الذي شارك لأول مرة رسميًا في بطولة أمم أفريقيا عام 1982 بطرابلس حيث لعب وشارك في جميع مباريات البطولة، بدون خبرة وتجربة دولية كافية أو خوض أي مواسم كروية منتظمة مع فريقه الأهلي.

 

ولم يكن رمزي في حسابات المدرب المجري بيلا خلال معسكر الفريق الأول الذي أقامه الفريق بالمجر في المرحلة الأولى من التحضيرات قبل انطلاق البطولة بستة أشهر، والذي شهد تواجد الحارس الكبير الفيتوري رجب غير أن اعتذار الفيتوري عن استكمال مشواره مع الفريق جعل اهتمام المدرب المجري بيلا يتجه نحو الاعتماد على تجهيز وإعداد رمزي الكوافي ومنحه ثقة  المشاركة في بطولة أمم أفريقيا حيث شارك في جميع المباريات الودية الدولية التي خاضها منتخبنا قبل انطلاق البطولة الأفريقية.

 

دور بطولي في الوصول لنهائي الكان

سجل حارس المرمى الدولي رمزي الكوافي اسمه كأول حارس مرمى يدافع عن شباك منتخبنا الوطني لكرة القدم خلال مشاركة منتخبنا الأولى في تاريخه في نهائيات بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم “الكان” التي استضافتها ليبيا عام 1982 في أول اختبار حقيقي له والتي بلغ خلالها منتخبنا المباراة النهائية التي فقدها أمام منتخب غانا بفضل ركلات الترجيح.

 

ولعب رمزي دورًا بطوليًا كبيرًا في وصول الفريق لنهائي الكان أمام أبرز نجوم القارة رغم أنه أكمل البطولة وهو يعاني من إصابة بليغة ونجح في تحمل المسؤولية بكل شجاعة بفضل قوة شخصيته وذكائه الكبير في التعامل مع الإصابة الصعبة التي رافقته طوال مباريات البطولة، وتمكن في المباراة النهائية أمام منتخب غانا من صد ركلة الجزاء الخامسة ببراعة التي سددها المهاجم الغاني منساه ليتيح الفرصة على طبق لزملائه لحسم حوار الركلات الترجيحية التي ابتسمت في نهاية الحوار لصالح المنتخب الغاني الذي توج باللقب الأفريقي.

 

انزلاق غضروفي

تعرض الحارس الكبير رمزي الكوافي عام 1982 لإصابة بانزلاق غضروفي في الظهر وتحامل على نفسه وعلى حساب صحته وفاء وعشقًا للغلالة الحمراء  ولعب أربع مواسم متتالية، وهو يعاني من الإصابة والآلام في الظهر وعنها يقول رمزي في العديد من المباريات كنت لا أستطيع النهوض إلا مع المسكن وكان البعض يعتقد أننى أتعمد إضاعة وإهدار الوقت. 

 

اتخاذ القرار الصعب بالاعتزال المبكر

استمرت مسيرته الكروية مع فريقه الأهلي بنغازي حتى اعتزل الملاعب مبكرًا عام 1986 لتعرضه لإصابة أخرى عجلت باعتزاله مبكرًا وعمره وقتها لم يتجاوز 28 عامًا.

ويضيف رمزي اعتزلت الملاعب مضطرًا بسبب الإصابة في الوقت الذي كان فيه بمقدوري مواصلة رحلة العطاء لمواسم أخرى قادمة، لولا إصابة الغضروف لأن حارس المرمى يبدع أكثر بعد اكتسابه الخبرة والتجربة ومعرفة تضييق زوايا المرمى أمام المهاجمين.

 

بينما استمرت رحلته الدولية حتى بعد انتهاء بطولة أمم أفريقيا حيث دافع عن شباك منتخبنا حتى عام 1983 حيث شارك في مباراتي منتخبنا أمام منتخب السنغال في طرابلس وداكار ضمن تصفيات أفريقيا بينما كانت مباراة منتخبنا أمام المنتخب الجزائري عام 1983 ضمن تصفيات أولمبياد لوس أنجلوس  والتي تفوق خلالها منتخبنا أمام المنتخب الجزائرس بطرابلس ذهابا بهدفين لهدف وفقد لقاء العودة بالجزائر بهدفين لصفر هي أخر مبارياته الدولية رسميًا مع منتخبنا الوطني.

 

رمزي مدربًا لحراس المرمى

عقب الاعتزال المبكر تلقى عدة دورات تدريبية في مجال تدريب حراس المرمى بألمانيا، وعمل كمدرب حراس مرمى في عدد من فرق الأندية المحلية منها الأهلي والنصر والهلال والتحدي، وساهم في تقديم حراس مرمى متميزين أبرزهم أحمد العماري ووليد الدرسي، كما تولى تدريب حراس مرمى منتخبنا الوطني عام 1998.

زر الذهاب إلى الأعلى