زمننا الضائع!!
في هدوء غير معتاد ودون ضجيج وبعيداً عن أعين الصحافة والإعلام، تشارك ليبيا في دورة ألعاب البحر المتوسط التاسعة عشرة بمدينة وهران الجزائرية بداية من غد السبت وحتى الخامس من يوليو المقبل، وستخوض المنتخبات الليبية البالغ قوامها ثمانية وثلاثين لاعباً ولاعبة المنافسات في خمس عشرة لعبة، هي الكرة الحديدية والملاكمة والكاراتيه والسباحة وكرة المضرب وكرة الطاولة والقوس والسهم والشراع والدراجات والجودو والرمايه وألعاب القوى ورفع الأثقال والمبارزة والتايكواندو.
وقد شكلت لهذه الدورة لجنة أنيط بها وضع المعايير المناسبة لاختيار الاتحادات القادرة على المشاركة وفق الضوابط التي حددتها، وإن كنت لا أعلم هذه الضوابط أو أنه قد تم العمل بها في عملية الاختيار!
كيف جاء ذلك كله وآلية الاختيار وأسماء المختارين لم يعد مهماً وغير ذي جدوى، فقد حسم الأمر وبتنا في المحك المتوسطي الذي يضم أبطال الدول المطلة على حوضه، يتنافسون في وفرة من الألعاب ويسعون لتحقيق الألقاب وتحطيم الأرقام في دوره أولمبية مصغرة تتسابق منتخبات المتوسط على خطف قلائدها وتصدّر تراتيبها، خاصة في الألعاب الفردية والمائية وألعاب الدفاع عن النفس.
حضورنا في دورة وهران لن يختلف عمن سواه من دورات، فقد اكتفينا بالحضور وتكملة العدد ورفع العلم فوق سارية القرية المتوسطية مثلما عليه التقليد المعتاد.. في أغلب الدورات وباستثناء دورة بيسكارا الإيطالية في العام ألفين وتسعة التي قد تكون الأفضل بما توفر لها من تحضير وإمكانات، إلا أن الحضور الليبي في آخر دورتين متتاليتين.. مرسين التركية في العام ألفين وثلاثة عشر وتارغونا الإسبانية في ألفين وسبعة عشر كان مخيباً وشحيحاً ومقلقاً، ووضع المشاركة الليبية في مؤخرة الترتيب ومع متذيلي القائمة ولم يتغير الوضع ولن يتغير وإن شاركنا في عشرات الدورات المقبلة، لأننا مازلنا نتعامل مع العالم الخارجي ببلاهة تامة وبغباء مفرط وكأننا خارج منظومته بل نحن كذلك، فلا نتذكر المشاركة الخارجية إلا قبيل انطلاقها بأشهر معدودة أو بأسابيع فقط، ولذر الرماد في العيون ولرفع الملامة والعتب يلملمون المسألة ويشكلون لجنة يهدف منها اختيار الاتحادات القادرة على تحقيق النتائج وهم في قراراة أنفسهم أن الذي يقومون به ماهو إلا مضيعة للوقت وغير مجدٍ، فالتحضير لهكذا دورات لا يتم في أشهر أو أيام بل في سنوات لا يقل عن الست أو خمس سنوات، مع استعدادات ومعسكرات خارجية واحتكاك دولي مع أبرز وأقوى المنتخبات الأوروبية والمتوسطية، وفيما عدا ذلك فلن يكون الأمر مجدياً أو مفيداً، وسنظل نراوح في مكاننا دون جدوى أو فائدة تُذكر، ولن نستفيق من سباتنا إلا مع مطلع كل مشاركة متوسطية وحضور آخر وأربع سنوات أخرى من عمر زمننا الضائع!!