الرياضة الليبية

ساطي.. صخرة دفاع الأهلي ببنغازي ورجل المهمات الصعبة الذي حاز على ثقة المدربين

يعد متوسط وصخرة دفاع فريق الأهلي ببنغازي، فرج ساطى، أحد أبرز المدافعين الذين عرفتهم كرة القدم الليبية منذ أواخر الستينيات وحتى أواخر السبعينيات

 

انطلاقة قوية

 بدأت مسيرة صخرة دفاع فريق الأهلي ببنغازي، ومدافعه الجاد والشجاع، فرج ساطي، فى منتصف الستينيات تحت إشراف المدرب الوطني الراحل الحاج عبدالعال العقيلي، ويعود الفضل في تقديمه إلى الفريق الأول وملاعب دوري الأضواء إلى المدرب الإنجليزي الكبير “طمسون”، الذي تولى مهمة تدريب الأهلي قادمًا من تجربة ناجحة مع الإسماعيلي المصري حيث أبدى اهتمامه بإمكانياته البدنية وقدراته الدفاعية فدفع به واختاره ضمن صفوف الفريق الأول وشارك مع الفريق الأول لأول مرة في الموسم الرياضي 67 – 68 ثم برز مع الفريق بشكل لافت في دوري المملكة وهو دوري ليبيا العام فى الموسم الرياضي 68 – 69 وهو أول دوري يقام على مستوى ليبيا والذي توج فيه فريق الاتحاد بطلا للموسم فيما جاء الأهلي ببنغازي وصيفًا للبطل بفارق نقطة أقل عن بطل الموسم.

 

وكان ساطي المدافع الغيور سدا منيعا ومدافعا صلبا ونجح في ثالث موسم كروي له مع فريق الأهلي ببنغازي في المساهمة في التتويج بأول لقب على مستوى بطولة الدوري الليبي لكرة القدم في الموسم الرياضي 69 – 70 بقيادة المدرب المصري الراحل محمد عبده صالح الوحش عقب فوز الفريق في  المباراتين الفاصلتين ببنغازي وطرابلس على منافسه الأهلي بطرابلس ذهابًا وإيابًا، وكان ساطي ضمن رباعي خط ظهر الفريق القوي الذي ضم إلى جانبه كل من الراحل عزالدين الترهوني وعبدالقادر التهامي وموسى العقوري وخميس الفلاح، ومن خلفهم الحارس العملاق على أبوعود.

 

ثم نجح في الموسم الرياضي 71 – 72 في التتويج مع فريقه للموسم الثاني ببطولة الدوري الليبي وبقيادة نفس المدرب الراحل المصري عبده صالح الوحش وبفارق خمس نقاط عن ملاحقه المباشر فريق الأهلي طرابلس ثم عاد في الموسم الرياضي 74 – 75 ليساهم في قيادة فريقه للموسم الثالث للتتويج ببطولة الدوري الليبي بقيادة المدرب اليوغسلافي كابيتانوفتش بعد منافسة مثيرة مع منافسه تكررت للمرة الثالثة مع ملاحقه المباشر فريق الأهلى طرابلس ليحسم الأهلي بنغازي اللقب الثالث في تاريخه بفارق نقطة عن الملاحق المباشر له.

 

ظهور في الملاعب الأفريقية

كما شارك وبرز المدافع الصلب فرج ساطي مع فريقه الأهلي بنغازي خلال مشاركته الدولية الأولى عام 1969 في بطولة كأس أندية المغرب العربي بالدار البيضاء ثم برز في مشاركة فريقه الأولى أفريقيا عام 1971 أمام الترجي التونسي ومشاركته الأفريقية الثانية أمام الإسماعيلي المصري والثالثة أمام مولودية الجزائر وواصل ساطي رحلة العطاء والدفاع عن غلالة فريقه الأهلي بنغازي التي لم يرتدي غيرها وكان مخلصًا وغيورًا ووفيًا لها وترأس تشكيلة الفريق في العديد من المواسم أواخر السبعينيات

 

حاز على ثقة كل المدربين

وكان ساطي طوال مسيرته الرياضية الطويلة التي تجاوزت الخمسة عشر عامًا لاعبا أساسيا بتشكيلة الفريق وصمام أمان لخط ظهر الفريق ومصدر ثقته حيث حافظ على تواجده ضمن التشكيلة الرسمية لفريق المشوار الطويل، وحاز على ثقة كبار المدربين البارزين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق العريق من مختلف المدارس التدريبية وكان رجل المهمات  الصعبة الأول حيث كان دائما يعتمد عليه فى مراقبة أبرز وأخطر المهاجمين والهدافين الذين كانت تزخر بهم ملاعبنا فى مواسم السبعينيات ونجح بامتياز فى الحد من خطورتهم وفاعليتهم.

 

تميز في المجال الإداري

 وعقب اعتزاله الملاعب اتجه “ساطي” إلى المجال الإدارى وتفرغ لهذا المجال  حيث عمل بمختلف مجالس إدارات النادي الأهلي بنغازي وتولى مهمة مدير الكرة بالنادي وساهم مع فريقه في التتويج باللقب الرابع في تاريخه على مستوى بطولة الدوري الليبي، ولكن ليس لاعبا بل إداريا ناجحا ومنضبطا ومديرا للكرة ليكون من لاعبى الاهلى بنغازى القلائل الذين عاصروا وشاركوا وساهموا فى جميع بطولات الفريق على مستوى البطولة المحلية.

 

تفوق على الواجهتين الرياضية والعلمية

المدافع القدير فرج ساطي، يعد من نجوم الكرة القلائل الذين جمعوا بين النجاح في مسيرته الرياضية كلاعب استمر بدون انقطاع من أوخر الستينيات حتى أواخر السبعينيات ومسيرته العلمية كطالب وخريج متفوق فهو أحد أبرز خريجى كلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة بنغازي، حيث كان له شخصيتين فداخل الملعب كان ساطي هو اللاعب الجاد والغيور والمخلص والوفي للغلالة الحمراء، وخارج الملعب شخصية اجتماعية ثقافية تربوية هادئة قيادية بامتياز  يتمتع ويحظى باحترام وتقدير كل الأسرة الرياضية.

تولى وتقلد العديد من المناصب القيادية المهمة في قطاع التربية والتعليم ببنغازي الذي كان ولازال أحد أبرز رجالاته وخبراته وكفاءاته.

زر الذهاب إلى الأعلى