سوء النتائج مشكلةٌ كبيرةٌ!
يراودني تساؤلٌ محيرٌ ومقلقٌ، رغم بساطته وسهولة الإجابة عنه؛ يبقى مهمًا وذا قيمةٍ كبيرةٍ لأنه يتعلق بسير ألعابنا ومسابقاتنا الرياضية الفردية منها والجماعية، تساؤلي عن أهمية وجدوى هذه المسابقات وماذا حققنا من ورائها؟ هل ساهمت في تقدم وتطور الرياضة الليبية أم لا؟ لماذا هي متخلفة، من حيث المستوى والنتائج وتحقيق الأرقام القياسية التي عجزنا عنها، منذ سنوات طويلة.
فالألعاب متوفرةٌ وبكثرةٍ، فردية أو جماعية، ولدينا ملاعب ولاعبون ومدربون وخبراء ومشاركات خارجية متعددة الألوان والأشكال, ومع هذا كله؛ لا زلنا نراوح في المكان نفسه، لا نتائج ولا أرقام، مشاركاتنا في أغلب الألعاب محتشمة جدًا، سواءً من حيث الإعداد أو الإشراف أو تسجيل النتائج مما أوقعنا في دائرة اللوم والعتاب وقلّة الرجاء فيما نطمح إليه تجاه فعالية هذه المسابقات والألعاب.
هل هو تقصير من المسؤولين؟ وأعنى رؤساء الاتحادات العامة الذين يتولون دفة الأمور، أم عدم اهتمام الأندية بتشجيع لاعبيها على روح البذل والعطاء والتركيز أكثر على برنامج المنافسات؟ أم لقلة الإمكانيات المادية التي قلّصت حجم اهتمام ودعم الأندية لتلك الألعاب حتى أصبحت المشاركات مهلهلةً وضعيفةً تتأخر أكثر مما تتقدم. أم هي مسؤولية الجهات المسؤولة عن عدم إيجاد الدعم المادي المناسب الذي يحرك ويفعّل دور المسابقات الرياضية حتى تفي بالغرض وتجني الثمار من ورائها؟
إن المسألة برمتها تحتاج إلى دراسة معمقة ومنطقية وحكيمة تتخذ من الأسلوب الموضوعي والرأي الهادف السديد شعارًا لها، وترمي بلغة العواطف وخلق المبررات الواهية بعيدًا؛ فالوقت لم يعد يسمح بذلك، وفي كل مرة نتوقّع ونأمل في تحقيق مكاسب معنوية ومادية من تلك المسابقات والمشاركات؛ ثم نفاجأ بتراجع مخيف وغياب فعلي عن المستويات العليا، سواءً كانت على الصعيد العربي أو الأفريقي أو الدولي، ولم نحرك ساكنًا ولم نبحث عن الأسباب، فبمجرد الانتهاء من حضورنا الخارجي وعودة بعثاتنا الرياضية؛ ينتهي كل شيء، ويذهب كلٌّ إلى حال سبيله، لا نلتقي إلا في مناسبة أخرى، أو بطولة معينة؛ كأننا ضيوف لانعرف بعضنا البعض إلا في المناسبات أو البطولات!!
إن الحال الذي تعيشه مسابقاتنا الرياضية وما يترتب عليه دوليًا؛ يجب أن يُعاد النظر فيه، ويتم الاهتمام بهذه الناحية المهمة التي تظل مؤشرًا حقيقيًا لما وصلت إليه الرياضة في بلادنا.
هل تقدمت بالقدر الذي يبعث في نفوسنا التفاؤل أم تراجعت قياسًا على ما كانت عليه ؟ وكيف يمكن انتشال رياضتنا من تراجع المستوى الفني وانعدام النتائج؟ إنها مسؤولية الجميع ممن يعملون في حقل الرياضة الغيورين عليها والمحبين لها، أن تتضافر جهودهم وتتوحد آراؤهم؛ لخلق رياضة ليبية متطورة مبنية على أسس متينة، ذات قواعد راسخة تُحاكي لغة العصر، وتتخذ من الأمل والتفاؤل شعارًا للنجاح، وهي غاية وهدف المجتهدين الذين يحبون السير إلى الأمام، ويرفضون التراجع إلى الخلف.