سيراليون.. قوارب الإبداع
حين تحول منتخب سيراليون إلى الكاميرون للعب في أمم أفريقيا “33”، لم يستطيع اتحاد الكرة في بلادهم تأمين رحلة جوية تنقل المنتخب؛ لعدم وجود أموال، فما كان منهم إلا أن ركبوا البحر في قوارب متهالكة، وفي رحلة بلغ طولها ألفيْ كيلومتر قطعتها القوارب، حتى وصل محمد كمارا ورفاقه إلى الكاميرون.
وهذه هي المرة الثانية التي تصل فيها هذه الدولة إلى “الماما أفريقيا”، وكانت المرة الأولي في دورة تونس عام 94 والثانية في جنوب أفريقيا عام 96.
ولم يتوقع جمهور سيراليون أن منتخبهم سيَتعادل مع أقوى منتخبات القارة بطل أفريقيا منتخب الجزائر ومنتخب ساحل العاج.
سعادة؛ جعلت الدولة توفر شاشة كبيرة في أهم ميادين العاصمة فري تاون، لتوحّد كرة القدم هذا الشعب الذي ينقسم إلى 16 مجموعة عرقية، ولكل مجموعة طقوسها ولهجتها، لكنهم يتوحدون في كرة القدم، وباللغة الإنجليزية يتفاهمون ويتحاورون.
وعلى الرغم أن سيراليون دخلت في حرب أهلية انتهت عام 2002؛ إلا أن البلاد فركت عينيها وغسلت أحزانها وفتحت ملاعبها وعادت لترقص على إيقاع منتخبها الشاب الذي انتزع الإعجاب والاحترام.
لقد قهر منتخب هذا البلد الحزن والرعب حين ركب قواربه وشق عباب البحر ليصل ويرفع راية السلام والحب.
كرة القدم سلام ومحبة