الرياضة الليبية

شتوان (اتعولة).. علامة بارزة فى تاريخ الكرة الليبية.. وقائد أول منتخب لفرسان المتوسط

يعد عبدالمتعال عبدالرحمن أمحمد شتوان الشهير بـ(اتعولة)، والمولود في مدينة بنغازي في عام 1920، أحد أساطير كرة القدم الليبية وعلاماتها البارزة عبر تاريخها العريق، فقد كان أول قائد للمنتخب الليبي الأول لكرة القدم في أول ظهور له على الساحة العربية والدولية، كما أنه نجح في تحقيق العديد من الإنجازات وحصد البطولات خلال مسيرته الكروية الحافلة سواء كلاعب أو مدرب قدير.

 

نبوغ مبكر

بدأ (اتعولة) ممارسة لعبة كرة القدم شأنه شأن رفاقه الصغار، إلا أن (اتعولة) وبفضل نبوغه المبكر في مجال لعبة كرة القدم التحق صغيرا بمنتخب بنغازي، الذي كان يضم نخبة من اللاعبين منهم إبراهيم العفاس ومحمد مسعود “كاكو” ومبروك البسيوني وأمحمد العلواني وبوعجيلة الغرياني ورمضان شحة (أبليس) وفرج الغزالي (فريرا) ومحمد جعودة وعبدالحميد بودجاجة وإبراهيم الفزاني (باليلا) وغيرهم.

ثم التحق بفريق جمعية عمر المختار، ليلتحق بعدها بفريق الأهلي ببنغازى  لينضم إلى صفوف فريق النجمة الذي قدم له الكثير عبر مسيرة طويلة إلى أن اعتزل اللعب متجهاً إلى مجال التدريب والإدارة.

 

موهبة فذه

اتفق معظم اللاعبين القدامى المعاصرين للاعب الفنان (اتعولة) على أن (اتعولة) كانت لديه موهبة تقديم النصيحة والإرشاد لزملائه بالملعب وأثناء مجريات اللعب وفي أكثر من مناسبة وذلك بفضل ذكائه وفطنته. لذلك فقد تمكن (اتعولة) بعد أن اتجه إلى التدريب بعد الاعتزال أن يحقق نتائج باهرة مع الفرق التي قام بتدريبها، وخير دليل على ذلك ما حققه مع فريق الهلال الصاعد حديثاً إلى الدرجة الأولى “عام 1957″، ومنذ ذلك التاريخ أصبح فريق الهلال بفضل جهود المدرب (اتعولة) من أشهر فرق كرة القدم في مدينة بنغازي وكذلك على مستوى ليبيا. كما تولى مهمة تدريب فريق النجمة. ومنتخب بنغازي الذي كان أحد عناصره البارزة.

 

نجاحات على كافة الواجهات

أسهم اللاعب الفنان (اتعولة)، في تحقيق سلسلة من النجاحات مع منتخب بنغازي، أما في مجال ألقاب مسابقات كرة القدم المحلية، فقد حقق مع فريق الأهلي بنغازي لقب وكأس بطولة بنغازي للدرجة الأولى في الموسم (49-1950)- ثم احتفظ مع فريق الأهلي بلقب البطولة للعام الثاني على التوالي (موسم50- 1951). أما في الموسم (54- 1955) فقد تحصل على اللقب الثالث خلال مسيرته الرياضية الطويلة ولكن هذه المرة كانت مع فريق النجمة الذي أضحى (اتعولة) من أشهر نجومه.

 

أول منتخب ليبى

عندما تم الاتفاق بين رياضيي مدينة طرابلس ومدينة بنغازي على تكوين أول منتخب لكرة القدم باسم ليبيا للمشاركة في مسابقة كرة القدم في إطار الدورة الرياضية العربية الأولى التي أقيمت بمدينة الإسكندرية. اختير اللاعب الفنان والقدير(اتعولة) ليكون أول رئيس لمنتخب ليبيا الذي تم تكوينه لأول مرة في تاريخه.

وقد ضم المنتخب في تلك الفترة كل من اللاعبين عبدالمتعال شتوان (اتعولة) وبن عيسى الجربي وأحمد الظراط (بيوندو) ومفتاح الأصفر ومختار الغناي ومصطفى المكي وإبراهيم الفزاني (باليلا) ومنصور بن كاطور والمهدي كويري وجميعهم من مدينة بنغازي ومن مدينة طرابلس اللاعبين علي الزنتوتي وصبري قريفة ومحمد اليمني والهادي الخضار وعلي المصراتي وحسن الأمير ومحمد يحيى المنصوري ومحمد الهوني وعلي الزقوزي.

 

شهادات المعاصرين

كان الجميع يتحدث عن اللاعب (اتعولة) بكل إعجاب وتقدير وأتفقت جميع الآراء على أنه كان لاعبا موهوبا يتمتع بالذكاء وبالقدرة الفائقة على قراءة مجريات اللعب أثناء كل مباراة، كما استطاع أن يتنبأ بتألق أكثر من لاعب، وأجاد أيضًا عندما امتهن التدريب.

بالإضافة إلى التألق الكبير الذي حققه (اتعولة) في ملاعب كرة القدم دون منافس، كان (اتعولة) يملك القدرة على التميز على صعيد العلاقات الاجتماعية، حيث كان شخصية متميزة تجد التقدير والإعجاب من الجميع. بفضل تمتعه بدماثة الأخلاق والابتسامة الدائمة التي لا تفارقه على الرغم من تعرضه لآلام المرض الذي لازمه حتى فارق الحياة.

 

قارع الطليان والبريطانيين

رحل اللاعب المخضرم عبد المتعال شتوان (اتعولة) فى الرابع والعشرين من شهر أبريل عام 1995 عن عمر يناهز الخمسة وسبعون عاما، رحل بعد أن ترك إرثا رياضيا تفخر به جميع الأجيال  فقد قارع اللاعبين الإيطاليين فى عهد الاستعمار الإيطالى للبلاد، كما قارع اللاعبين البريطانيين فى عهد الاستعمار البريطانى للبلاد، وحمل شارة رئيس منتخب بنغازى وقيادة أول منتخب ليبي فى الدورة العربية الأولى فى الإسكندرية عام 1953، وقاد فريق الأهلى بنغازي والنجمة وأحرز معها الكؤوس والبطولات وقام بتدريب فريق النجمة والهلال وأكتشف وقدم الكثير من اللاعبين المهرة، وكان يجيد التحدث باللغتين الإيطالية والإنجليزية إضافة إلى لغته العربية السليمة، كما ساهم فى رفع مستوى كرة القدم الليبية.

 

رحيل بلا هزيمة

رحل اللاعب الكبير ولم يهزمه المرض وكان حتى أيامه الأخيرة متابعًا للكرة المحلية والعالمية، ودائم الابتسام والترحاب وعشق كرة القدم والتواصل مع أصدقائه محبى الرياضة، رحل (اتعولة) صاحب الجزء الأكبر من حكايات كرة القدم الليبية فى زمن الأربعينات والخمسينات من القرن الماضى –  رحل وبقى اسم (اتعولة) علامة بارزة في تاريخ كرة القدم الليبية.

زر الذهاب إلى الأعلى