اراء

شجاعة وضياع حلم!

علي العزابي
علي العزابي

عشر ثوانٍ فقط كانت كافية لبعثرة حلم شعب والقضاء على حظوظه في الترشح إلى كأس العالم بقطر ألفين واثنين، وأبكت مدرباً وأحرقت أعصاب الملايين.! لم يكن أحد يتخيل خروج المنتخب الجزائري الشقيق من تصفيات المونديال أمام الأسود الكاميرونية في تلك الثواني القاتلة، التي أحرز منها المنتخب الضيف هدفه الثاني في الوقت الذي كان فيه المحاربون يهيئون أنفسهم ويترقبون صافرة النهاية لإعلان مواكب الفرح وانطلاق مسيرات الابتهاج، سيما أن النتيجة كانت متعادلة بين المنتخبين بهدف لهدف، وهو ما كان يصب في مصلحة الخضر لتقدمهم ذهاباً في أرض منافسهم بهدف سليماني!!

طويت صفحة المباراة الدراماتيكية التي حبست الأنفاس وقُضي الأمر ولم تبقَ إلا مجرد ذكرى حزينة قاسية على القلوب، التي عاشت على أمل الترشح إلى أكبر محفل عالمي ينتظره عشاق المستديرة كل أربعة سنوات.

السيد شرف الدين عمارة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم كان شجاعاً وظهر على الملأ، وأعلن عن استقالته وكل أعضاء مكتبه تضامناً مع شعب بلاده ليتقاسم معه الأحزان وخيبة الأمل المُدوّية، وليتحمل المسؤولية كاملة عمّا حدث مُصرّحاً بأن “الإقصاء كان بمثابة نهاية حلم في عشر ثواني فصلت بيننا وبين حلمنا.. هذه هي كرة القدم، في بعض الأحيان تكون قاسية ولن أبيع الأوهام للجماهير الرياضية فأمل إعادة المباراة ضعيف جداً ولا مجال للخوض فيه!!”

عمارة ودّع “الفاف” بشجاعة تُحسب له مثلما ودّع منتخب بلاده المونديال، وهكذا هم رجال المهام الجسام لا يظهرون إلا في اللحظات العصيبة والفارقة في تاريخ أوطانهم وما تمر به بلدانهم من أحداث وملمات!!

زر الذهاب إلى الأعلى