لست مع الذين يعلقون النتائج السلبية لمنتخباتنا وفرقنا في المسابقات الأفريقية على ما يحصل داخل أروقة الاتحاد الأفريقي وكأن كل النتائج السلبية المتواصلة التي خرجت بها منتخباتنا وفرقنا هي بسبب ذلك، وتجاهلنا بقصد أو دونه أننا لم نصل بعد إلى مستوى المنافسة على الألقاب لأسباب عديدة أخرى تتعلق بضعف الدوري المحلي وسوء التنظيم ورداءة الملاعب وعدم وجود نظام احترافي مما شكّل مرضًا مزمنًا لكرتنا ورياضتنا عمومًا، ولطالما تكلم عنها حتى الذين يحاولون الآن أن يحملوا المسؤولية كاملة للاتحاد الافريقي مع أن المبررات ليست إلا سباحة ضد التيار.
الاتحاد الافريقي لا يختلف عن كل الاتحادات القارية الأخرى، وهي جميعًا لها سلبيات وتتهم بين حين وآخر بمحاباة دول وأندية على حساب أخرى لكن مع ذلك فالألقاب لا تفوز بها إلا المنتخبات والفرق الكبيرة اسمًا وفعلاً والأكثر استعدادًا، ونحن نعلم الكثير عن قضايا الفساد التي ضربت الفيفا، وراح ضحيتها بلاتر ومن كان الأجدر بخلافته الفرنسي ميشال بلاتيني وما حل باللجنة الأولمبية الدولية وإقصاء العديد من أعضائها والاتحاد الآسيوي والقطري بن همام، وكثير من الاتحادات والمنظمات الرياضية الأخرى وآخرها الاتحاد الدولي لألعاب القوى، وكم عصف الفساد بشخصيات رياضية مرموقة.
الاتحاد الأفريقي لا يختلف عن بقية الاتحادات، فأفريقيا ليست أكثر تقدمًا من أوروبا وبقية قارات العالم.
مع ذلك؛ فإن الذي ترأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم أطول فترة ممكنة هو عيسى حياتو قبل أحمد أحمد ورئيس نادي مازمبي المليونير موتسيبي الرئيس الحالي للكاف، ومع ذلك فإن المنتخبات والفرق العربية هي التي سيطرت على البطولات وهي منتخبات وفرق الجزائر ومصر والأهلي القاهري والزمالك والترجي والنجم والأفريقي والوداد والرجاء والصفاقسي وبعضها اختفى من منصات التتويج مثل الأفريقي والزمالك وهيمن الأهلي ولم يهيمن بالقرارات رغم أنني لست من مشجعيه.
وكم غابت فرق الكاميرون عن الألقاب في وجود حياتو على ما اتهم به من فساد.
إن منتخباتنا وفرقنا مازالت غير مؤهلة للفوز قاريًا لأسباب أخرى عدة، فالتحكيم مشكلة عامة وكل الفرق تشكو منه في القارة ومن مشكلات أخرى متعددة لكن المنتخبات والفرق الكبيرة اعتادت أن تتجاوز مثل هذه العراقيل ولم تعد تجعلها مشجبًا للإخفاقات.
ما نتهم به الاتحاد الأفريقي هو نفسه الذي نتهم به اتحاداتنا المحلية المتعاقبة وأنتم تعلمون أن الفرق التي فشلت في تحقيق لقب محلي لطالما علّقت الفشل على الاتحادات والتحكيم والأفراد والاتهامات ستستمر والأمر ليس سوى مبررات.