شوية صراحة : عن التدريب والمدربين !
تناول بعض الزملاء ظاهرة اعتماد فرق دورينا الكروي (غير الممتاز) على المدربين الأجانب وخاصة من تونس الشقيقة، وبغض النظر عن اختلاف الآراء حول هذه الظاهرة فإن المدرب ليس هو الحلقة الأهم بالنسبة لفرقنا المحلية كبيرها وصغيرها، مع أن كل الفرق بما في ذلك في الدوريات الكبرى في العالم تعتمد اعتماداً كبيراً على المدربين الأجانب، ولا أظنها جميعاً لا تملك مدربين بنفس الكفاءة والمقدرة والخبرة والتجربة في بلدانها، لأن ظاهرة تبادل المدربين بين الدول ليست جديدة، فالمسألة مرتبطة بالاختيارات والقناعات والقدرات والنواحي المادية كذلك.
وإذا كانت بلادنا قد شهدت في بعض الفترات استقدام مدربين مرموقين مشهورين مثل البنزرتي ومحسن صالح وعلي شرف وحتى محمد عبده صالح الوحش وكرمالي ولموي والقائمة طويلة، فإن المدربين المستقدمين حالياً من تونس هم من المدربين الشباب الأقل شهرة ومحدودي التجربة، أو من بلاد أوربا، لكن شهرتهم لم تتعدّ حدود بلدانهم، وبالتالي فإن تجربتهم مع فرقنا قد تنجح كما هو حال برانكو مع الاتحاد، وقد تفشل كما هو مع مدرب الأهلي الفرنسي سيموندي أو مهددة بالفشل كما هو مع الإيطالي مدرب الاتحاد.
وحتى الآن هناك بوادر إيجابية نوعاً ما لبعض المدربين الأجانب الشبان الجدد مع الهلال والأخضر والأولمبي والسويحلي، لكن الديب وعطية وبطاو لا يقلون عنهم كفاءة وننتظر!!
وفي كل الأحوال فإن مسألة اختيار المدربين هي حق من حقوق النوادي، لكن مع احترامي للجميع فإن كرتنا في هذه المرحلة لا تحتاج إلى مدربين أجانب.
فالمدربون المرموقون ليس بمقدور كرتنا التعامل معهم مادياً، ولا جدوى مع من هم دون ذلك، كما أن ملاعبنا وظروف أنديتنا ونظمنا الكروية ونظرتنا للكرة لا تتناسب مع الأسماء الكبيرة الشهيرة من المدربين، ولن يقبل أي مدرب بالعمل في مثل هذه الظروف إلا إذا كانت المادة هي الهدف الأول، لأن طريقتنا في التعامل مع المدربين لا تساعد أي مدرب على الاستمرار والنجاح!!
ثم إن استقدام المدربين الأجانب إذا كان الغرض منه الفوز بالألقاب المحلية، فإن جل الفرق التي فازت بهذه الألقاب كان يدربها مدربون وطنيون من أمثال الخمسي وفرحات سالم والهاشمي ويوسف صدقي وبن صويد وعلي الأسود والحشاني وسعيد الشوشان وأبوجراد وفوزي العيساوي.
أما إذا كان استقدامهم من أجل الألقاب الخارجية، فإن كرتنا عموماً لم تصل بعد إلى هذه المرحلة، لأن الفوز بالألقاب القارية على سبيل المثال قبل أن نحتاج إلى مدرب أجنبي على قدر كبير من الشهرة والتجربة، نحتاج إلى لاعبين محترفين على درجة عالية من الكفاءة، فالترجي والأهلي القاهري وكل الفرق العربية التي فازت باللقب الأفريقي أيّاً كان هذا اللقب دعمت تشكيلتها بلاعبين (سوبر)، ثم استفادت منهم مادياً بعد ذلك، وهذا يتطلب أموالاً كافية بالإضافة إلى ملاعب ودوري محترف منظم تربطه قوانين ونظم، وهي عوامل لم تتوفر بعد!!