اراء

شوية صراحة

إلا عندنا

عامر جمعةعندما لعب الجوهرة السوداء الملك “بيليه” لفريق سانتوس كان نجمه الأول ونجم البرازيل والعالم وظل كذلك وقد تحول إلى أمريكا صحبة القيصر بيكنباور للمساهمة في نشر كرة القدم في بلاد العم سام وهو نجم حتى الآن أينما حل.

وعندما لعب مارادونا لبوكاجنيور كان نجمه الأول وظل نجمًا لأكثر مما كان عندما لعب لنا بولي ولا تخفى عليكم مكانته في إيطاليا وهو ليس إيطاليا ولم يكن إلا نجمًا في برشلونة واستمر كذلك في كل العالم حتى حان موعد الوداع.

ويظل رونالدو محل تقدير لدى جمهور الريال ويوفنتوس مثلما بقي تقديره في مان يونايتد.

ولن يكون ميسي إلا محل تقدير لدى البرشلونيين كما هو الآن عند أنصار سان جيرمان.

وحينما قدم نيمار لبرشلونة نال من التقدير ما نال وهو ما يلقاه الآن من عشاق بطل فرنسا.

وقبل ذلك لعب الظاهرة رونالدو للريال والبارسا والإنتر والميلان ويحظى باحترام كل عشاق هذه الأندية العملاقة.

هي مجرد أمثلة فكل نجوم الكرة المرموقين لعبوا لفرق وكانوا فيها نجومًا ثم انتقلوا إلى فرق أخرى غريمة ولم يتغير من الأمر شيء.

هكذا هي كرة القدم والرياضة في العالم حيث ينتقل اللاعبون من غريم إلى آخر لأسباب عديدة وظلوا نجومًا محترمين أينما لعبوا حتى قبل سيطرة الاحتراف ولم يعد هناك حرج في الانتقالات لأن الأمر يتعلق بالمال والمشاركة في المباريات، وهناك لاعبون حملوا جنسية دول أخرى للحصول على فرصة اللعب في كأس العالم ومع ذلك لم تلاحقهم اللعنات والشتائم والاتهامات إلا عندنا.

ففي نوادينا الكبيرة يظل اللاعب نجمًا تنهال عليه عبارات الثناء لكن سرعان ما تنهال عليه اللعنات والتشكيك في ذمته عندما ينتقل إلى فريق آخر ويلاحقه الاستهجان في كل مباراة ولو كان يدافع عن ألوان المنتخب ولا يتوقف التقليل من إمكانيات المنتقلين عبر السوشيال ميديا، وسنرى ما هو أسوأ عندما تعود الجماهير للمدرجات.

إنه التعصب المقيت الذي لا علاقة له بالتشجيع والانتماء ولا بالرياضة.

إنه مرض يحول للأسف دون تطور مستوى اللعبة ولن يحقق أي نجاح للفرق والمنتخبات.

زر الذهاب إلى الأعلى