اراء

شوية صراحة

عامر جمعةمن الطبيعي أن تختلف قدرات اللاعبين البدنية والمهارية والفنية في كرة القدم، وفي غيرها من الألعاب، غير أن تأثيرها يختلف كثيراً بين الألعاب الفردية والجماعية، ففي الألعاب الفردية يرتبط تفوق أي رياضي وإحرازه للألقاب بمدى قدرته وحيداً دون مساعدة من الآخرين، كما في ألعاب القوى والسباحة والجمباز والدراجات وكرة المضرب الخ.

في الألعاب الجماعية يختلف الأمر لأنه مع أهمية النجوم المهرة، في كل فريق أو منتخب إلا أن النجاح يرتبط بما يقدمه مجموعة اللاعبين، لذلك فإن الفوز بالبطولات لا يرتبط بلاعب مهما بلغت مهاراته الفردية.

هناك لاعبون أحدثوا الفارق وقلبوا الموازين في بعض المباريات والبطولات المهمة عبر التاريخ، مثل بيليه وبوبي تشالتون وكرويف وبلاتيني ومارادونا وروماريو وزيدان ورونالدو البرازيلي والدون البرتغالي وميسي، ومن في مستواهم سابقاً ولاحقاً إلا أن هؤلاء جميعاً عرفوا بالتزامهم، وهو سر من أسرار نجوميتهم، ومع ذلك مرت بعدد منهم بعض الإخفاقات المؤلمة؛
هناك من هم أقل منهم شهرة، ومع ذلك حققوا نجاحاً باهراً وكان لهم دور فعال في إنجازات فرقهم ومنتخباتهم، مثل باولو روسي وكمبس وبيبيتو وكلوزا.

وكم هي المنتخبات والفرق التي ضمت نجوماً مرموقين، لكنها اخفقت في كثير من البطولات الكبيرة، فغاب اللقب العالمي عن البرازيل عشرين عاماً، وغاب عن ألمانيا أكثر من ذلك بأربعة أعوام قبل أن تستعيده في مونديال البرازيل، ولم تفز إنجلترا به قرابة ستة عقود واعتزل فان باستن وجوليت وريكارد، ولم يحققوا أمنية الفوز بهذا اللقب ومن يدري فقد يعتزل الأسطورة ميسي مبقياً الشرف لمارادونا.

وفشل المغاربة في إحراز اللقب القاري منذ أكثر من أربعة عقود، وتعاقب على تشكيلتهم عشرات النجوم على مستوى العالم.

كرة القدم لا تعتمد على الأسماء فقط بقدر ما هي بعد ذلك اجتهاد وانضباط وحرص وإرادة وشيء من الحظ؛؛
في كرتنا المحلية لا يوجد لاعب يقلب الموازين ولا أظن أن لدينا حالياً لاعبين مثل الأحول والهاشمي وبن صويد والعيساوي على سبيل المثال لا الحصر، حتى لا يغضب علينا المشجعون.

وهؤلاء ومن في حكمهم لعبوا في ظروف صعبة، ولم يفرضوا شروطهم على أنديتهم.

لذلك على النوادي عموماً وتجنباً لموجة ارتفاع أسعار اللاعبين أن لا تخضع للمساومة، فلا فوارق فنية كبيرة بين لاعب وآخر إلا بقدر الالتزام، ولأن الأندية هي التي ساهمت في تعالي بعض اللاعبين على أنديتهم، فإنه آن الأوان لاتباع سياسة رشيدة تحقق مصلحة الجميع وتحول دون وقوع الأندية تحت رحمة بعض المبتزين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى