لا أدري ما الذي حدث بين يوم وليلة، فبالأمس القريب كان فريق الأهلي بطرابلس خير من يمثل الكرة الليبية أفريقيًا مع أن كل فرقنا لم تنجح في هذه المهمة بعد وتنهال الألقاب عليه وعلى نجومه من كل حدب وصوب، أما وقد خسر أمام مارومو فإن كل شيء قد تغير.
المدرب أصبح فارغًا واللاعبون دون المستوى والانتدابات غير مدروسة واتهامات من هنا وهناك وغياب الروح القتالية لدى اللاعبين ومنهم من هو دون قيمة الغلالة مع أنهم الأبرز مقارنة ببقية جل الفرق.
هي مباراة وخسرها الفريق ( بشكل لم يكن متوقعًا ) مع أنها جرت في أجواء مثالية مقارنة بكل ملاعب أفريقيا، وللخسارة أسباب جزء منها يتحمله المدرب وأخرى يتحمل وزرها اللاعبون الذين لعبوا وكأن على رؤوسهم الطير ولم يقدموا (نصف ) ما قدموه ذهاباً بملعب بنينا وإن غاب التوفيق في إحراز أكثر من هدف، لا حماس، ولا سرعة، ولا تركيز، ولا مراقبة، ولا روح قتالية مهمة في مثل هذه المباريات، بشكل يدعو للاستغراب وهي أسباب تؤدي لخسارة أي منتخب أو فريق، وبمثل ذلك خسرت منتخبات البرازيل وإسبانيا والأرجنتين وألمانيا وفرق كبيرة مثل الريال وبرشلونة وليفربول والسيتي ومان يونايتد، ومشجعو الكرة عموما يعرفون النتائج أكثر مما أعرف ولم ينته العالم.
ورغم وجود فرق كبيرة في دوري الأبطال فكلها ستخسر ولن يفوز باللقب إلا فريق واحد وصاحب المركز الثاني كأنه لم يحقق شيئًا.
ولن يطرأ ما يحدث عندنا من ردود أفعال سيئة ( خارج المنطق ) حين الخسارة وحين الفوز الذي نهلل له بشكل مبالغ فيه مع أننا لم نفز بأي لقب وعندما يتحقق ذلك يكون من حقنا أن نملأ شوارع المدن.
بالأمس كنا نشكك في منتخبات الناشئين وهي لم تحقق أي نجاح ولمجرد أن فاز أحدهم على مصر هللنا بالفوز وكأننا فزنا بلقب قاري وهو فوز تحقق دون أداء مقنع.
أما فريق الأخضر فقد فاز وقلب الموازين وهو شيء إيجابي وقدم مباراة مثالية إيابًا لكنه مازال لم يحقق شيئًا بعد لذلك لا داعي للمبالغة إيجابًا أو سلبًا فالفريق الذي فاز على ممثل تنزانيا بالثلاثة خسر إيابا بهدفين قبل نهاية المباراة بعشرين دقيقة وكان مهددًا بالخروج ولأنه تجاوز تلك المرحلة وهو الآن في دوري المجموعات بجدارة، عليه أن يركز في القادم دون الإفراط في ( الهرج )فهو مازال في دور الـ ( 16 ).
لقد ودعت فرق الاتحاد والأهلي طرابلس والنصر المنافسة الأفريقية كما تودع كل الفرق وليس الأمر بجديد وعندما تتوفر الظروف الملائمة؛ قد يتحقق الأمل بشرط أن نتعامل مع الكرة والرياضة بواقعية كما يتعامل العالم.
أما الأخضر وهو الآن الممثل الوحيد؛ فعلينا أن نسانده وأن يساند نفسه لا بالمبالغة في الفرح بل بمزيد من الاستعداد، وأحذر اتحاد الكرة والأندية من تبعات (الفوضى) بالملعب الوحيد الذي اعتمده الاتحاد الأفريقي لاستقبال المباريات الدولية حتى لا نفقد فرصة اللعب في بلادنا ونعود لنقطة الصفر.. ألا هل بلغت وعند (قريميدة ) الخبر اليقين.