اراء

على رؤوسهم الطير؛؛

عامر جمعة

عامر جمعة
عامر جمعة

تابعتُ كما تابع كل المهتمين بكرة القدم مؤتمر الفيفا (72)، الذي انعقد بقطر ولعلّ أهم ما ميّز المؤتمر التدخلات المتعددة لرئيسه، علاوة على كلمته الافتتاحية المطولة وكعادته فإن السيد إنفانتينو حاول إبراز إنجازاته وتحدث عن رؤية إمبراطوريته للعديد من القضايا، وهو الذي حشرها على غير المألوف كمؤسسة رياضية في السياسة ويبدو أن الضغوط أرغمته على ذلك.

السيد الرئيس عرض على الحاضرين الميزانية من خلال المدير المالي بأرقام دون الخوض في التفاصيل، في الوقت الذي اكتفى فيه الحاضرون الذين يُمثّلون أكثر من مائتي اتحاد بالاستماع ولم يجرؤ أحد على إبداء أي ملاحظة، لأنه لو فعل كان يعرف أنه قد يفقد منصبه في بلاده قبل الفيفا، ولذلك مرت كل القرارات دون أي ملاحظة وبإجماع تام فلا أحد كان قادراً على أن يعارض أو حتى يتساءل وكأن على رؤوسهم الطير، وسارت الأمور كما أراد سكرتير الاتحاد الأوروبي وسكرتير بلاتيني الذي استغل الظروف التي مرت ببلاتر وبالنجم الفرنسي فيما بعد، الذي كان المرشح الرئيسي للاتحاد وليجد نفسه على سدة الحكم في أكبر إمبراطورية كروية في الكون.

ورغم أن إنفانتينو هو الذي اقترح تنظيم كأس العالم كل عامين وتنقل بين الدول يشرح ويبرر فكرته ودخل في صراعات مع الاتحادين الأوروبي والأمريكي اللاتيني، ظهر في المؤتمر ليقول إنه لم يقترح هذه الفكرة لأنها لم تلقَ إلا الفشل ولم يكن مستعداً للصراع وهو يسعى للرئاسة لفترة ثالثة، وهو ما أعلنه بنفسه للحاضرين راجياً الدعم بالترغيب والترهيب في وقت لم يظهر فيه بعد أي منافس في انتظار المفاجآت في الوقت المناسب.

لقد أحكم الفهلوي السويسري قبضته على الفيفا سبع سنوات، ويريد المزيد ليكون كسابقيه من الرؤساء دكتاتوراً في إطار ديمقراطي؛؛

زر الذهاب إلى الأعلى