على هامش ديربي العاصمة
أُسدل الستار على ديربي العاصمة الذي شكّل في المدة السابقة مصدر تخوف من أن تخرج المباراة عن السيطرة، وتكون سبباً في توقف الدوري، لكن حضارة العاصمة انتصرت وسارت أمور الديربي بصورة حضارية رائعة، وإذ نُبارك لفريق الااتحاد الفوز وصدارة المجموعة، ونقول للأهلي طرابلس حظاً أوفر في باقي المواعيد، وهكذا هي كرة القدم وأحكامها، وقد جاءت المباراة في مستوى فني رائع، ولعب الفريقان بروح جميلة خارج إطار ضغط الديربي، بل كان الأداء مفتوحاً بعيداً عن الحذر الدفاعي الذي يفقد مباريات كرة القدم متعتها، وقدّم الفريقان مباراة ممتعة تناسب حجم المباراة وأهميتها وقيمة الفريقين التاريخية وثقلهما الجماهيري والتاريخي، ولا بد هنا من توجيه التحية والاحترام للفريقين على الأداء الرائع والانضباط السلوكي والأخلاقي، الذي ساعد طاقم التحكيم في أداء مهمته والذي كان هو الآخر في مستوى المباراة، ومستوى المسؤولية، وبالمناسبة فقد أثبت حكام الكرة في ليبيا قدرتهم على إدارة أصعب المباريات في الدوري المحلي، وأثبتوا أننا لسنا في حاجة إلى طواقم تحكيم أجنبية، وذلك بإدارتهم لمبارتيّ ديربي العاصمة وديربي بنغازي، وهكذا وصلنا إلى الأسابيع الأخيرة من مرحلة المجموعتين، وبعد ذلك سيكون دور التتويج الدور الرباعي والذي أكد فيه ثلاث فرق وصولها إليه وهي الاتحاد والأهليّان، في حين ظلت الورقة الرابعة خاضعة للتنافس بين الهلال والأخضر والنصر بنسبة أقل، ولا بد هنا من تثمين روح الالتزام الرياضية التي صاحبت الدوري الذي ظن الكثيرون -وأنا منهم- أنه لن يكتمل بالنظر إلى الواقع السياسي والأمني في البلاد، لكن الرياضة تؤكد أنها أكثر الفضاءات تحضراً والتزاماً ومسؤولية في الدولة.