الرياضة الليبية

علي النزال.. مدرب الطوارئ الذي قاد الأنوار أمام الكبار

هو أحد اللاعبين البارزين في مسيرة فريق الانوار بالأبيار، والذي بدأت علاقته به لاعبا مطلع السبعينات وتواصلت مسيرته معه ضمن صفوف الفريق الأول واستمرت حتى منتصف الثمانينيات، إنه علي النزال الذي تعثرت مسيرته كلاعب ليغيرها لاتجاه لتدريب في رحلة كروية تحدى خلالها كبار الكرة الليبية.

 

س

 

مسيرة الكروية كلاعب تعثرت بعد تعرضه للإصابة لتضع حدا لمشواره الكروي، ليغير وجهته ويجدد رحلة العطاء والوفاء لناديه في مجال التدريب، حيث عمل مدربا مساعدا مع العديد من المدربين الذين يمثلون مدارس تدريبية مختلفة ثم تحمل المسؤولية بنفسه وتصدر المشهد  في أوقات وظروف صعبة وكان أهلا للتحدي والمغامرة وكسب الرهان في العديد من المواعيد الكروية المحلية في ملاعب دوري  الشهرة والأضواء التي رافقه خلالها سوء الحظ في الظهور بملاعبها لاعبا، لكنه عوض ذلك بالتألق والتميز  بملاعبها مدربا.

 

البداية مع أشبال الانوار
التحق  اللاعب السابق والمدرب الحالي علي مسعود النزال بنادي الأنوار ضمن صفوف فئة الأشبال في الموسم الرياضي  72/73م.

وخاض أولى مبارياته أمام أشبال التعاون، حتى موسم 1976 ليصبح لاعبا اساسيا  بالفريق الأول، وخاض أولى مبارياته أمام فريق السواحل، واستمر باللعب لنادي الأنوار حتى الموسم الرياضي 1985 عندما أبعدته الإصابة عن اللعب وحرمته من الاستمرار. 

 

ي

سوء الحظ
عاصر “النزال” الأنوار في أفراحه وأزماته وكان معه في كل الظروف والأوقات، حيث كانت أبرز محطاته الرياضية كلاعب في الموسم الرياضي 1978 عندما تصدر فريقه الأنوار مجموعته والصعود لدور الأضواء، لكن تغيير نظام المسابقة المحلية حرم الفريق من نيل هذا الشرف عندما تم استحداث مسابقة الزحف الأخضر حينها، والتي ضمت الفرق الهابطة من الدوري الممتاز حينها وهي فرق الأخضر والمروج والنجم الساحلي إضافة إلى الفرق متصدرة مجموعاتها الأنوار ومختار القوارسة والرشيد طبرق المختار حاليا. 

وفي الموسم الموالي وصل فريق الأنوار إلى الأمتار الأخيرة للصعود للدوري الممتاز بلقاء الأخضر بملعب البيضاء في الموسم 1979، وانتهت بتفوق الأخضر بهدفين لصفر، ولكنه أيضا كان سيء الحظ فقد تم إيقاف النشاط الرياضي في ليببا.

واستمر باللعب في صفوف الأنوار بعد استئناف المسابقات في ليبيا حتى نهاية موسم 1985، حيث أبعدته الإصابة عن اللعب.

ء

مدربا للأزمات والطوارئ
واتجه بعدها لمجال التدريب، وكانت أولى تجاربه التدريبية مساعدا للمدرب الراحل ناجي المعداني مع فريق الأنوار، وفي العام 1987 تم تكليفه مدربا لفريق الأنوار.

 وتكررت قيادته لفريق الأنوار لأكثر من مرة في أعوام 1988 و1989 و 1991 و1999، حيث كان مدربا للأزمات والطوارئ فكلما احتاج إليه ناديه وقت الضيق والحاجة كان وفيا له مجسدا الوفاء في أبهى صوره ومعانيه متحليا بالصبر وعدم  اليأس والنفس الطويل والقدرة على تخطى الصعاب ومواجهة التحديات، وفي عام 2010 تم تكليفه مساعدا مع المدرب المصري محمد كمونة وتصدر فريقه الأنوار المجموعة ليقترب من الدوري الممتاز، لكن أحداث عام 2011م أوقفت الدوري وكل النشاط الرياضي.

يعود بعدها في العام 2014م ومن جديد مساعدا للمصري محمد كمونة، لكن سوء نتائج الفريق أدت إلى الافتراق بالتراضي بين إدارة النادي والمدرب المصري كمونة، وتم تكليفه كمدرب للفريق ونجح الفريق  بالصعود بفريقه إلى دوري الدرجة الأولى.

 

وفي العام 2017م كان شبح الهبوط يهدد نادي الأنوار ومغادرة دوري الأضواء، فقامت إدارة النادي بتكليفه لقيادة الفريق في باقي مشوار المنافسة بعد تجربة مع  المدربين التونسيين على النابلي ومواطنه محمد رزقي، ونجح صحبة اللاعبين والتفاف كل  أسرة النادي بالفوز في المباراة الشهيرة ضد فريق النجمة العريق وتمكن من البقاء في ملاعب الدوري الممتاز، كان ذلك صحبة شقيقه الأصغر كابتن مكائيل كمساعد مدرب  وهو المدرب الذى شكل معه ثنائي متجانس ومتناغم جمع – الخبرة والتجربة وطموح الشباب.

س

النزال يكسب النزال والرهان
وفي العام 2019م تكرر نفس المشهد وشبح الهبوط، فتم تكليفه وشقيقه الأصغر كابتن ميكائيل عوضا عن المدرب  التونسي علي النابلي  لقيادة الفريق من جديد في ملاعب الدوري الممتاز.

وقدم الفريق نتائج باهرة وعروضا قوية أشهرها مباراته ضد الأهلي بنغازي والمنتهية بثلاثة أهداف للأهلي مقابل هدفين للأنوار. تلك المباراة التي تقدم فيها الأنوار مرتين على الأهلي والأهلي يأتي بالتعادل حتى حسمها الأهلي في ثوانيها وأنفاسها الأخيرة.

بعد مباراة مثيرة شهدت حوار قويا من خارج خطوط الملعب بين المدرسة التدريبية الليبية وممثلها المدرب المخضرم علي مسعود النزال مدرب فريق الأنوار والمدرسة الجزائرية العريقة  وممثلها مدرب الأهلي بنغازي الخبير الجزائري الراحل رشيد بلحوت.

 

ي

وتحصل الفريق في نهاية مرحلة الذهاب على نقطتين من تعادلين، بعد أن كان خالي الوفاض من النقاط طيلة الثماني مباريات السابقة.

 

النزال محللا فنيا
خاض المدرب المخضرم تجربة التحليل الفني على مباريات الدوري الليبي الممتاز عبر شاشة قناة ليبيا الرياضية الفضائية في تجربة جديدة وفريدة من نوعها لاقت قبولا واستحسانا كبيرا من المشاهدين الذين أثنوا وأشادوا بموهبته وقدرته على التحليل الفني ورصد تكتيكات المباريات الكروية فنيا وقراءته العميقة لمجريات المباريات بامتياز.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى