عميد المدربين المحليين فرحات سالم.. مسيرة تدريبية زاخرة بالعطاء
يعد المدرب الوطني فرحات سالم أحد أبرز وأهم الأسماء والخبرات التدريبية الكبيرة على صعيد كرة القدم الليبية، حيث تولى تدريب عدد كبير من فرقنا المحلية، وحقق معها نجاحات كبيرة، حيث توج وقاد بعض الفرق المحلية إلى منصات التتويج وساهم في صعود فرق أخرى إلى ملاعب دوري الأضواء وهو من أكثر المدربين المحليين الذين عملوا بالمنتخبات، حيث عمل تارة مدربًا وتارة مدربًا مساعدًا، وعاصر أجيالاً وقدم لملاعبنا المحلية نجوم وأسماء كبيرة.
البداية لاعبا بالأهلي طرابلس
بدأت حكاية وقصة المدرب الوطني فرحات سالم عميد المدربين المحليين مع كرة القدم عام 1958، مع فريق الأهلي بطرابلس، واستمرت مسيرته كلاعب حتى عام 1963، حيث أشرف على تدريبه في هذه المرحلة المدرب الوطني الراحل حسن الأمير، ويذكر فرحات سالم اللاعب أبرز اللاعبين الذين كانوا معه في تلك المرحلة المبكرة، أبرزهم سعد السرتاوي ومحمد وريث والصديق البسكي ويوسف الشح ومختار السكالي، لينتقل بعدها فرحات سالم للعب ضمن صفوف فريق باب البحر، ثم تحول بعدها لفريق الجزيرة بزوارة الذي كان محطته الكروية الثالثة قبل أن يعتزل ويغادر الملاعب بهدوء عام 1968.
رحلة تدريبية مبكرة
لتبدأ رحلته كمدرب في وقت ومرحلة مبكرة كمدرب لفريق أشبال الأهلي بطرابلس، ويذكر العديد من النجوم الذين أشرف على تدريبهم وهم مخلوف المبروك وحسين الجدايمي ورضا السنوسي ووجدي سعيد وجمال العزابي ومصطفى الحارس وجمال أبونوارة وصالح صولة وناجي وعياد القاضي، كما تولى تدريب فريق الاحتياطي بالنادي الأهلي بطرابلس، واستعانت به إدارة النادي الأهلي بطرابلس كمدرب للفريق الأول ضمن الجهاز الفني للفريق برفقة المدرب الروماني تيتوس، كما أشرف على تدريب الفريق بمفرده للعديد من المباريات، ثم مدربا مساعدا مع المدرب اليوغسلافي بافلي عام 1974، وخلال تلك المرحلة ساهم في اكتشاف وتقديم العديد من النجوم والأسماء البارزة.
بداية مبكرة كمدربا للمنتخبات
وفي عام 1975 شارك المدرب المخضرم فرحات سالم فى أول دورة تدريبية تأهيلية بالمجر برفقة زميله المدرب محمد الخمسى لمدة ستة اشهر ثم اشرف لااول مرة على تدريب المنتخب الليبى للشباب عام 1975 خلال مشاركته فى بطولة كأس العرب للشباب بالعراق وضم الفريق وقتها العديد من الاسماء البارزة امثال احمد الفلاح وصلاح الفيتورى وعلى رمضان القوبو وعبد الفتاح الفرجانى وعيسى مخلوف وعلى الميار وصالح صولة وعيسى الصارى وعبد الله ناصوف وبشير غريبة والشريف العقوري.
قائد ثورة التجديد مع برادلي
ثم مع مجيء وقدوم المدرب الإنجليزى رون برادلى تم تكليفه بالعمل معه كمدرب مساعد وكان فرحات شاهدا على ثورة التغيير والتجديد والنقلة والقفزة الكبيرة التى طرأت على مستوى المنتخب الليبى عقب اقصاءه من تصفيات بطولة كاس العالم عام 1976 امام المنتخب الجزائرى وكان وقتها على الزقوزى مدربا للفريق ونهاية جيل العمالقة الذين كان الكثير منهم على اعتاب الاعتزال وهو جيل الهاشمى البهلول وسعد الفزانى وعلى مرسال والتهامى وعلى محمد وعلى الاسود وحسين الشريف – حيث تم تجديد الفريق وضخ دماء شابة واعدة بين صفوفه، والقيام بعملية الاحلال والتبديل بإتاحة الفرصة امام جيل جديد مع الابقاء على عناصر قليلة من اصحاب الخبرة والتجربة أمثال الفيتوري رجب قائد الفريق والمهاجم بشير الريانى.
وخاض الفريق العديد من المعسكرات التدريبية فى سوريا وايطاليا وبلغاريا ثم شارك الفريق فى دورة مارديكا بماليزيا واحرز منتخبنا القلادة الذهبية بالدور المدرسية بطرابلس عام 77 عقب فوزه فى المباراة النهائية على منتخب الكويت بهدف لصفر وشهدت هذه البطولة بداية تألق وبروز الجيل الجديد جيل ابوبكر بانى وصالح صولة وفوزى العيساوى وناصر بلحاج والعائب والمرحوم محمد حسن وعزالدين بسيكرى وجمعة الشوشان ويوسف الشوشان وسعيد الشوشان وغيرهم واستغرق اعداد هذا الفريق وتطويره وقتا طويلا وحقق نتائج ونجاحات باهرة على مختلف الواجهات والتصفيات لعل ابرزها اقصاءه للمنتخب التونسى فى مناسبتين مختلفين ضمن تصفيات دورة الالعاب الافريقية وتصفيات اولمبياد موسكو.
واستمرت تجربته كمدرب مساعد مع المدرب الانجليزى رون برادلى حتى عام 1980 ثم عاد من جديد للمنتخب الليبى مع جيل اخر عقب انتهاء منافسات بطولة أمم أفريقيا بليبيا عام 1982 حيث عاد بعد رحيل المدرب المجرى بيلا فى عام فى عام 1983 وتم تكليفه كمدرب مؤقت للفريق الوطنى – ثم مدرب مساعد للمدرب الرومانى مانولاكى كما عمل مدربا مساعدا لعدد من المدربين المحليين خلال اواخر الثمانينات والتسعينات امثال محمد الخمسى واحمد بن صويد وعبد الجليل الحشانى واخر مرة سجل فيها تواجده ضمن الجهاز الفنى لمنتخبنا الوطنى كانت عام 2000 كمدرب مساعد برفقة المدرب الوطنى محمد الخمسي.
منصات التتويج
وعلى صعيد الأندية فقد تولى المدرب فرحات سالم مهمة تدريب أغلب فرقنا المحلية حيث ساهم فى تتويج وقيادة فريق المدينة بلقب بطولة الدوري الليبي لكرة القدم فى الموسم الرياضى 82 – 83 عقب فوزه فى المباراة النهائية الشهيرة على فريق الاهلى بطرابلس بهدفين لهدف.
كما أحرز بطولة كاس الانتفاضة مع فريق المدينة عام 1990 وتوج مع فريقه الأهلي بطرابلس ببطولتين فى منتصف التسعينات على مستوى بطولة الدورى الليبى كمدير فنى برفقة المدربين التشيكى اوتكار والبلغارى بوريس اتاسوف.
كما توج مع الاهلى طرابلس بالعديد من الالقاب والبطولات على مستوى الاشبال والاواسط كما احرز بطولة كأس ليبيا مع الاهلى بطرابلس عام 94 وعام 2001 وبطولة الاواسط على مستوى ليبيا عام 2001 وتولى تدريب فريق الاتحاد لفئة الاواسط ثم مدربا مساعدا بالفريق الاول بنادى الاتحاد ومدرب اول عام 2009 وساهم فى صعود فريق المجد لدورى الاضواء والجزيرة والمستقبل ورفيق والشباب العربى واليرموك والظهرة والمحلة ومنتخب الشباب والمنتخب العسكري.
أكثر المدربين تواجدا بالدورات التدريبية
شارك فرحات سالم فى الكثير من الدورات التدريبية التأهيلية وهو من اكثر المدربين المحليين حضورا للدورات باشراف الاتحاد الأفريقي الكاف والاتحاد الدولى الفيفا، حيث شارك فى خمس دورات دولية سنوية متتالية بالبرازيل كمترجم ومنسق للدورات بمشاركة كبار المدربين العالميين فى البرازيل ومشاهير التدريب امثال زاغالو وتيلى سانتانا وايفرستو ولوبيز كما شارك فى العديد من الدورات التأهيلية فى المانيا واسبانيا وتركيا وهو محاضر معتمد من الكاف والفيفا وسبق ان سجل حضوره ومشاركته فى اربع مؤتمرات دولية وعالمية باشراف الفيفا فى كل من اسبانيا والنمسا وانجلترا والمانيا الى جانب اشرافه على اقامه العديد من الدورات التدريبية للمدربين المحليين فى مختلف مدن ليبيا وعمله بالعديد من اللجان الفنية بالاتحاد الليبى لكرة القدم.
حكم معتمد في سبع العاب
وإلى جانب تخصصه في كرة القدم كمدرب وخبير ومستشار ومحاضر معتمد، فهو مدرس تربية بدينة وموجه تربية بدينة وحكم معتمد رسميا في سبع العاب ورياضات فردية وجماعية، وهي كرة اليد كحكم دولى إلى جانب حكم معتمد رسميا فى العاب – العاب القوى والكرة الطائرة وكرة القدم وتنس الطاولة وتنس الارضى والملاكمة.