اراء

عن المدرب العام في رياضة كرة القدم

نبيل العالم
نبيل العالم

المدرب العام للفريق الأول لأي نادي يُعد المسئول عن جميع فرق كرة القدم (الفريق الأول- فريق الشباب- الأواسط- الناشئين)، هذا هو التوصيف الوظيفي لهذا المنصب.

هو أيضاً له الرأي الرئيسي في ااختيار مدربي فرق النادي، لاأنه من المهم أن يكونوا يشاطرونه نفس الفلسفة التدريبية حتى تتناغم المنظومة بالنادي.

المدرب العام مسئول أيضاً على تخطيط ووضع البرامج التدريبية لهذه الفرق بالتشاور مع مدربيها ومدربي الإعداد البدني والطقم الطبي، كون كرة القدم في النادي شأنها شأن الرياضات الجماعية الأخرى، بناء هرمي قاعدته فريق الناشئين وقمته الفريق الأول، وبينهما فريقا الأواسط والشباب. هذا النظام يضمن أن الرياضي في النادي يتربى على نفس الفلسفة الكروية بحيث يسهل ااندماجه مع الفئة الأعلى، وعندما يصل إلى الفريق الأول يكون عضواً فعالًا فيه ولا يحتاج لوقت طويل للتأقلم.

في مرحلة الأشبال يكون التركيز على تعليم الرياضي أسس ومبادئ اللياقة البدنية وكرة القدم، بحيث يستطيع أداء التمرين أو المهارة بصورة صحيحة بغض النظر عن شدة الحمل. مهارات مثل التوافق العصبي – العضلي، استقبال الكرة وإرسالها، مهارة الارتقاء واللعب بالرأس، التحكم بالكرة والجري بها، والطرق الصحيحة للوقوف في الملعب. بوجه عام جميع المهارات الأساسية، زمن التدرب، ومساحة الملعب وحجم الكرة وحجم المرمى لفئة الأشبال يجب أن تكون مختلفة عن الفئات الأخرى نتيجة لتكوينهم البدني في هذه المرحلة السنية. ومن المهم في هذه المرحلة أيضاً التركيز على الإعداد النفسي والذهني للناشئ والذي يجب أن يستمر في جميع مراحل عمره الرياضي. خلاصة القول اإن برامج التدريب لهذه الفئة هدفها الرئيسي الإعداد المهاري وتعلّم أداء تمرينات الإعداد البدني.

أما في مرحلة الأواسط يجب أن يضاف إلى ما سبق الإعداد الخططي (التكتيكي) بحيث يتعلم الرياضي طرق وخطط اللعب وواجباته في كل واحدة منها. كما يجب أن تزداد شدة حمل التدريب وزمنه كون الرياضي دخل في مرحلة البلوغ والتي يتحول فيها جسده من الطفولة للشباب، ويقوى فيها الجهاز العضلي وكذلك النضج العقلي. مساحة الملعب وحجم الكرة وحجم المرمى لفئة الأواسط يجب أن تكون مماثلة لفئة الكبار.

أما فئة الشباب إضافة لما سبق فإن شدة الحمل فيها ترتفع إلى المعدلات العليا، ويتم فيها التدرب على إتقان الخطط والتكتيكات والمهام المناطة بكل لاعب حسب مركز لعبه، ويتم فيها التركيز على التدريب تحت ظروف المنافسات وذلك لكثرة المباريات الودية مع فرق قوية، مع التركيز على الأداء وليس النتائج (المنطق يقول أداء جيد محصلته نتيجة جيدة)، على أن يراعي المدرب أن يغير خطط وطرق اللعب ليتمكن من تقييم أداء الفريق من حيث استيعابه لها، وبالتالي تحديد الأفضل للفريق. كما يجب على المدرب أن يقيّم أداء كل لاعب على حدة حتى يتمكن من تحديد أماكن الخلل، وهذا يحتاج لتحليل إحصائي لأداء كل لاعب بوجه خاص وللفريق بوجه عام. طبعاً هذا التقييم يقوم به مدرب الفريق إلى جانب المدرب العام.

عند اتّباع هذا التسلسل تصبح مهمة مدرب الفريق الأول سهلة بحيث أن الرياضيين الذين ينظمون للفريق الأول من فرق الفئات أصبحوا جاهزين، وما عليه إلا أن يوظفهم التوظيف الصحيح للحصول على النتائج الإيجابية. هذا الأمر يُمكنه أيضاً من اتخاذ قرارات انتداب اللاعبين الجدد من الأندية الأخرى، كونه يعرف نقاط الضعف في رياضييه الذين تربوا في النادي مما يوفر على النادي الكثير من المبالغ المالية والجهد الذي قد يكون غير مُجدي.

إن سياسة فصل البرامج التدريبية لفرق كرة القدم في النوادي هي من أكبر الأخطاء التي سببت في انحدار مستوى كرة القدم المحلية. إن عقلية التعاقد مع مدرب للفريق الأول فقط هي عقلية متخلفة لا تؤدي للنجاح، لذلك يجب أن يتم التعاقد مع المدرب بصفته مسئولاً فنياً أولاً على فرق كرة القدم بالنادي. هذا يتضح جلياً في الكرة الإنجليزية حيث إن المدرب يسمى (Manager) أي مدير. هذا إذا ما أردنا الارتقاء بمستوى كرتنا الوطنية.
والله من وراء القصد

زر الذهاب إلى الأعلى