عوض عون.. نجم الأفريقي الذي شكل مع فهيم رقص أشهر ثنائي بالكرة الليبية

يصادف يوم الأربعاء الموافق 23 من شهر سبتمبر الجاري، مرور الذكرى السنوية الثالثة لوفاة ورحيل نجم فريق الأفريقى بدرنة والمنتخب الليبي عوض عون، الذي انتقل إلى جوار المولى عز وجل في مثل هذا اليوم قبل ثلاث سنوات مضت، حيث فجعت الأوساط الرياضية برحيل أحد أبرز نجوم وهدافي فريق اتحاد درنة -الأفريقي- والمنتخب الليبي، إثر نوبة قلبية مفاجئة عن عمر يناهز 70 عاما.

البداية مع اتحاد درنة

بدأ فقيد الرياضة وكرة القدم الليبية الراحل مسيرته الرياضية ضمن أشبال فريق اتحاد درنة، مطلع الستينيات، حيث قدمه للملاعب المدرب الراحل فرج الباح، وبرزت موهبته مبكرا وتدرج سريعا إلى أن وصل إلى الفريق الأول بالنادي الأفريقي بدرنة، وأصبح أبرز نجومه وهدافيه وشكل مع زميله ونصفه الآخر الهداف الراحل  فهيم رقص، أشهر ثنائي عرفته ملاعب كرة القدم الليبية حتى أن المدرب الجزائري الشهير عبد الحميد زوبا، حين تولى تدريب فريق الأخضر أواخر السبعينيات، كان يوصي لاعبيه ومدافعيه خاصة بضرورة إبعاد المهاجم الطويل عن زميله المهاجم القصير، ويقصد الثنائي الخطير عوض عون وفهيم رقص، نظرًا للتجانس والانسجام الكبير بينهما داخل الملعب، وقدرتهما على صنع الخطر والفارق وتهديد شباك المنافسين.

وصيف بطل الدوري لأول مرة

ساهم النجم الراحل عوض عون في قيادة فريقه الأفريقي لأول مرة إلى مركز وصيف بطل الدوري الليبي لكرة القدم، في الموسم الرياضي 73 – 74، وحل ثانيا بفارق ثلاث نقاط أقل عن الأهلي. ط بطل الموسم، وواصل فريق الأفريقي عروضه القوية خلال مواسم السبعينيات التي تعد من الفترات الزاهية في مسيرة الفريق العريق، وكاد أن يقوده للدورة الثلاثية للمنافسة على نيل لقب بطولة الدوري الليبي للمرة الثانية في الموسم الرياضي 75 – 76، غير أنه خسر المباراة الفاصلة أمام الأهلي ببنغازي بثلاثة أهداف مقابل هدف.

الانطلاقة من الدورة العربية بالقاهرة

اختير للمنتخب الليبي في العديد من المناسبات الدولية منذ منتصف الستينيات، حيث اختير لأول مرة خلال مشاركة منتخبنا في الدورة العربية بالقاهرة 1965، وشارك معه في العديد من المباريات الودية والدولية داخل وخارج ليبيا أبرزها مباراة المنتخب الليبي أمام الفريق الروسي بملعب درنة عام 1966، وأسفرت عن تعادل الفريقين بهدفين لكل منهما، وكان كثير الاعتذار عن الالتحاق بالمنتخب الليبي لتفرغه للدراسة والتحصيل العلمي، حيث اعتذر من جميع المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب الليبي الذين أبدوا إعجابهم بقدراته وإمكانياته الفنية والبدنية الكبير.

تألق في مجال التدريب

اعتزل اللعب وغادر الملاعب بهدوء ودونما ضجيج، مع توقف مسابقات كر القدم المحلية عام 1979 غير أنه سرعان ما عاوده حنين العودة لمداعبة الكرة ومغازلتها حين عاد مجددا إلى الواجهة والأضواء عقب عودة النشاط الرياضي مطلع الثمانينيات، حيث لعب آخر مواسمه مع فريقه الأفريقي بدرنة، ثم أصبح لاعبا ومدربا – لفريق الروابي بدرنة – حيث كان يتولى الإشراف على تدريبه واللعب معه ليساهم بخبرته في قيادته من داخل الملعب وقاده لتحقيق العديد من النتائج الإيجابية، كما تولى تدريب العديد من الفرق المحلية الأخرى بمدينة درنة والجبل الأخضر أبرزها الأفريقي والشلال والروابي والبرانس.

دكتوراة في الأدب الإنجليزي وماجستير في الرياضة

تلقى العديد من الدورات التأهيلية في مجال التدريب وقدم العديد من الدراسات والأبحاث والمؤلفات والإصدارات في مجال كرة القدم، وهو يحمل دكتوراة في الأدب الإنجليزي، وماجستير في التربية البدنية، وتحصل على  شهادات تدريبية من بريطانيا ويوغسلافيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال والبرازيل. 

الظهور الأخير

غادر مجال التدريب وعاد مجددا عام 2013 بعد غياب ليتولى منصب وكيل وزارة الشباب والرياضة ليتوارى بعدها عن الأنظار والأضواء مرة أخرى، ويبتعد عن المشهد متفرغا لأسرته وشؤونه الاجتماعية الخاصة حتى رحيله المفاجىء الذي فجعت به الأسرة الرياضية التي فقدت شخصية متميزة، تميزت طوال مسيرتها بالسيرة الحسنة والخلق الرفيع والحس الفني الكروي الجميل والعلاقة الطيبة بكل الأندية واتحاداتها ومؤسساتها الرياضية، رحم الله اللاعب الخلوق الفنان وسقراط الكرة الليبية – عوض عون – وعوضنا جميعا في فقدانه ورحيله الكبير خيرًا.