الرياضة الليبية

فى الذكرى السنوية الرابعة لرحيل شيخ المعلقين.. “الشغيوي” أول معلق رياضى بالإذاعة الليبية

تمر اليوم الجمعة الذكرى السنوية الرابعة لوفاة ورحيل شيخ المعلقين الرياضيين فى ليبيا، الراحل الكبير حسن الشغيوي، الذي انتقل إلى جوار المولى عز وجل في مثل هذا التاريخ الموافق التاسع عشر من شهر يونيو من عام 2016، بعد رحلة ومسيرة طويلة مع ناقل الصوت والصحافة الرياضية المكتوبة.

 

– كان، رحمه الله، صاحب بصمة فى مجال التعليق الرياضي وترسيخ اللهجة الليبية في التعليق والاعتزاز بها بعيدًا عن التقليد، وكان خفيف الظل وصاحب قفشات عفوية وحضور ذهني سريع، وهو الذي طالما أدخل البهجة والسرور على نفوسنا وزرع الفرح فى قلوبنا بروحه المرحة، ولازلنا نذكر ونتذكر عباراته الجميلة التي اشتهر بها وهي: هى هنا وصياحها فى الوادي – وكرة أرضية عالية – وهذا اللاعب الأسمراني – وتوزيعه حلوة – وياعيني عليك يا فيتوري – وينصر دينك يا بونوارة.

 

رحلة كفاح مبكرة

والمعلق الرياضي والراحل الكبير حسن الشغيوي، هو أحد أبرز رواد  الإعلام الرياضي والتعليق الرياضي في ليبيا الذين عاصروا أكثر من مرحلة، فهو ثاني صحفي في الصحافة الرياضية بصحيفة طرابلس الغرب أواخر الخمسينيات بعد زميله الراحل عبدالهادي الفيتوري، وهو من من وضع اللمسات الأولى لمدرسة التعليق الرياضي في ليبيا في بداية الستينيات.

منذ طفولته كان مولعًا بالرياضة وقد تعلم أبجدياتها بمدرسة طرابلس المركزية بداية من أواخر ثلاثينيات القرن الماضي وكان ضمن الفريق الأول لكرة القدم تحت إشراف عدد من كبار النجوم والمدربين أبرزهم علي الزقوزي وعلي الزنتوني ومحمد زاوية ومراد الخوجة وغيرهم، وتوج مع الفريق ببطولة المدارس.

واصل  دراسته الثانوية لمدة أربع سنوات ونال بعد ذلك شهادة الكفاءة في التعليم مطلع الخمسينيات رفقة مجموعة من الأسماء المعروفة أمثال الدكتور خليفة التليسي والأستاذ عبداللطيف الشويرف، وتم تعيينه مباشرة في مدينة الزاوية وبعد سنة واحدة عاد إلى مدرسة طرابلس المركزية وبقى بها حوالي سنتين ومنها انتقل إلى مدينة سبها صحبة زميله رحومة الجديع الذي كان مولعاً بالتمثيل وأسس مدرسة سبها الثانوية، وبعد سنة واحدة عاد من جديد إلى المدرسة المركزية.

 

الانطلاقة مع الصحافة المقرؤة

فبعد عودته من جديد للمدرسة المركزية بطرابلس قرأ إعلاناً في صحيفة طرابلس الغرب تعلن فيه عن حاجتها إلى محررين صحفيين وتم قبوله بالصحيفة بعد اجتياز الاختبارات بنجاح وألتحق بطاقم صحيفة طرابلس الغرب والذي كانت به عدة أسماء صحفية معروفة أمثال أحمد مامي ومحمد فخرالدين ومحمد الشاوش ليتم بعد ذلك  انتدابه من التعليم إلى  قطاع الإعلام واستمر في الكتابة الصحفية وخصوصاً الجانب الرياضي حيث وجد أمامه الصحفى الراحل عبدالهادي الفيتوري وشكل معه فريق عمل، وثنائي متناغم  حيث سعى من خلال تلك المطبوعة التي كانت لها قاعدة واسعة من القراء للاهتمام بمتابعة النشاط الرياضي في ليبيا.

 

أول معلق بالإذاعة الليبية

مع انطلاق الإذاعة الليبية مطلع الستينيات وإبداء رغبتها في تكوين كوادر ليبية في مختلف التخصصات ومنها التعليق الرياضي تقدم الراحل حسن الشغيوى صحبة ستة أشخاص آخرين لإجراء الاختبارات وكان الوحيد الذي اجتازها بنجاح لتبدأ مسيرته  الفعلية مع التعليق الرياضي عبر المسموعة التي أوصلت صوته إلى أبعد مدى في ربوع بلادنا الحبيبة، وكانت أول مباراة  قام بالتعليق على مجرياتها جمعت الاتحاد مع الظهرة في الموسم الرياضي 1962م.

تم إيفاده لأول مرة  لحضور دورة للمعلقين الرياضيين بقناة الراي الإيطالية “RAI” صحبة زميله من مدينة بنغازي المعلق الرياضي الراحل محمد علي الورفلي، وقد تحصل على الترتيب الأول بين خمسين دارساً من مختلف الدول معظمهم من أوروبا وقد ساعده في ذلك اجادته للغة الإيطالية حيث كان متأثرا  كثيراً بالمعلقين الإيطاليين أحدهم في المسموعة “نيكو كوروزو” وآخر للمرئية هو “مارتيني” وهما من أشهر المعلقين في تاريخ الكرة الإيطالية.

في تلك الفترة كانت تقام دورة رياضية في مختلف الألعاب ومن بينها دورة المعرض التي تواكب إقامة معرض طرابلس الدولي سنوياً حيث كانت الانطلاقة الحقيقية له كمعلق رياضي عبر المرئية عندما قام بالتعليق على جميع مباريات كرة القدم والتي شاركت بها منتخبات من روسيا وتونس ويوغسلافيا والمغرب.

 

حكايته مع الكابتن لطيف

سنة 1967م خاض منتخبنا الوطني لكرة القدم مباراته الشهيرة باستاد ناصر “بالقاهرة ” ضد المنتخب المصري حيث قدم منتخبنا الوطنى أداءً رائعاً وبقي متقدماً بنتيجة 2-0 سجلهما هدافه أحمد بن صويد حتى الدقيقة 70 من عمر المباراة، بعد ذلك انقلبت نتيجة المباراة وتحولت لصالح المنتخب المصرى بعد أن استقبل منتخبنا ثلاثة أهداف ليفوز المنتخب المصري بثلاثة أهداف لهدفين، وهي أول مباراة يتم نقلها على الهواء مباشرة من خارج ليبيا.

 وقد قام الشغيوي بالتعليق عليها للتليفزيون الليبي وكان متحمساً ومتفاعلا عندما كان فريقنا الوطني متقدما بهدفين دون رد، حيث كان يعلق بصوت عال لدرجة أن المعلق المصري الشهير كابتن لطيف كان قريباً منه وبجواره بمقصورة التعليق فانزعج من صوته المرتفع المنتشي بالفوز، فصار يقول: “بس الواد بتاع ليبيا ده بيشوش علينا”، وهو غضبان وعندما تقدم المنتخب المصري بنتيجة المباراة انخفض صوت معلقنا الرياضي الشغيوى وصار كابتن لطيف يقول: “فين الواد بتاع ليبيا” وكان وقتها الشغيوي من المتأثرين والمعجبين بمدرسة كابتن لطيف في التعليق الرياضي.

 

المطر في ميونخ والوصف من ليبيا

قبل انطلاق نهائيات كأس العالم 1974 بألمانيا أرسلت اللجنة المنظمة للبطولة خطابا لجميع القنوات الراغبة في حجز أماكن لمعلقيها وحددت لذلك موعداً وبعده لن تقبل أي مراسلات، ومن سوء حظه أن الإذاعة الليبية في تلك الفترة أرسلت الرد بعد الموعد المحدد من اللجنة المنظمة لذلك لم يتم الحجز للوفد الإعلامي الليبي، وبدأت المساعي من المسئولين بالإذاعة لتأمين سفر الوفد الإعلامي الليبي إلى ألمانيا وأبلغه  مدير الإذاعة بأن موعد السفر سيتأخر وسيكون في اليوم التالي لافتتاح البطولة، وطلب منه أن يصف المباراة من داخل الإذاعة وكأنه في ميونخ بألمانيا على اعتبار أن أمور السفر قد تم ترتيبها وقام بالتعليق على المباراة ووصف المباراة والأجواء الممطرة وكأن الوفد الإعلامي موجود في ألمانيا ومن سوء حظه أيضا أن المساعي لتأمين السفر إلى ألمانيا لم تكلل بالنجاح وبقيت هذه القصة من النوادر في التعليق الرياضي في بلادنا.

 

مونديال الأرجنتين من قلب الحدث

ولكن الأمر اختلف فى بطولة كأس العالم لكرة القدم بالأرجنتين 1978 عندما خاطبت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم القنوات الإعلامية، كان الرد الليبي سريعاً وفي نفس اليوم، وقد قام الشغيوي بالتعليق على مباريات البطولة من قلب الحدث صحبة الزميل المعلق الرياضي محمد بالراس علي، وهو أول تواجد ليبي للتعليق في نهائيات كأس العالم.

 وبعد ذلك شارك في عدة أحداث رياضية عربية وأفريقية ودولية ابرزها  دورة الألعاب العربية الثالثة بالمغرب عام 1961، كما واكب العديد من البطولات والدورات الأخرى، ورافق العديد من الفرق والمنتخبات الليبية مند أواخر الخمسينيات وحتى عام 1980 حيث كانت فعاليات دورة الألعاب الأولمبية بموسكو آخر حدث كبير تواجد به كإعلامى.

زر الذهاب إلى الأعلى