فيديو| أعمال سفلية وجلسات روحانية.. حكايات “الساحرة المستديرة” والشعوذة في إفريقيا
الكرة الإفريقية والسحر، كأن بينهما عقد واتفاق غير قابل للانفصال، فالقارة السمراء يبدو أنها اتخذت من “الساحرة المستديرة” نصفها الأول فقط ممزوجًا بالمتعة والإثارة وأحيانًا المهارات الفنية، حيث لا يخلو حديثًا عن كرة القدم الإفريقية دون اقترانها بالسحر، ليس في القارة السمراء فحسب بل في العالم أجمع.
للوهلة الأولى، حين يتطرق حديث الكرة عن السحر، قد يعتقد البعض أن هذه الأمور درب من دروب الخيال جار عليها الزمن، إلا أن بعضا من أندية ومنتخبات إفريقيا لا تزال تعتمد بشكل أساسي على هذه العادة في مبارياتها بشكل كبير، معتقدة أنها أحد أركان الفوز والتتويج بالبطولات.
ولا يغيب حضور السحر عن المنافسات الهامة إفريقيًا، إذ تلجأ منتخبات “القارة السمراء” إلى خدمات السحرة والعرافين، لاستخدام سحرهم الأسود لزعزعة استقرار الفرق المنافسة بالإصابات تارة وبالتخويف تارة أخرى.
فقر وغياب التعليم
وتتعدد أسباب الاستعانة بالسحر الأسود في الحياة بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص، ما بين الطبيعة الفقيرة، وانخفاض مستوى التعليم، وهما ما جعلا الكثير من مشجعي كرة القدم في القارة الإفريقية يستحضرون موروثاتهم الثقافية في الدجل والشعوذة لقضاء حوائجهم.
وطبقًا للموروث الإفريقي، فإن القبائل منذ قديم الأزل تضع ساحرها في مقام طبيبها، فهو بالنسبة لهم المعالج، والواقي والحافظ لاستقرار القبيلة، وهو ما ينطبق على فرق الكرة الإفريقية بالطبع.
كيف تُسحر كرة القدم؟
خلال المباريات الإفريقية، قد يفاجأ الفريق المنافس بأن بعضًا من لاعبيه يختل توازنهم ويطرحون أرضًا بمجرد أن تطأ أقدامهم أحد أركان الملعب، والحقيقة أن أرضية الملعب لم تكن سببًا في ذلك، ولكن ما تخبئه “النجيلة” تحتها من أعمال سحر، وهذا الشائع، فيما يلجأ بعض المشعوذين لاستخدام أنواع من الشراب وأوراقا مدون عليها تعويذات سحرية يعتقد بأنها السبب في ذلك.
ووقائع مدربي المنتخبات كثيرة في الاستعانة بالسحر، أبرزها حين ألقت الشرطة القبض على مدرب الأسود التي لا تقهر وينفريد شافر، ومساعده توماس نكومو، وهما يضعان تميمةً سحرية على أرضية ملعب 26 مارس، وذلك قبل بضع ساعات من مباراة نصف نهائية بين البلد المضيف والكاميرون، وقبلها بعامين تقريبًا أبلغ عن تصرفات مشابهة خلال ربع نهائيات كأس الأمم الأفريقية بين السنغال ونيجيريا.
غاب الساحر فهزمت نيجيريا
وبالطبع رغم ما قد يرتبط بتلك الوقائع بالرعب والفزع، إلا أن بعضًا منها لا يخلو من طرافة، أبرزها ما وقع في العام 2002 بين نيجيريا وكينيا، حينما رفضت الأولى حضور ساحر كينيا مباراة الفريقين في تصفيات كأس العالم، وفازت نيجيريا 3 – صفر فأرجع مسئولو كينيا الهزيمة إلى عدم وجود الساحر.
عمل أسفل دكة بدلاء “الفراعنة”
وفي العام نفسه، عثر مراقب مباراة مصر والسنغال في إطار منافسات كأس الأمم الأفريقية على حقيبة بلاستيكية أسفل مقاعد بدلاء “الفراعنة”، ليتبين احتوائه على عظام حيوانات وبعض أعشاب وقصاصات ورقية، مدونة بلغة غريبة لم يستدل عليها، وقيل إنه “عمل” على الطريقة الأفريقية.
سرقة قفاز حارس رواندا
ومن الأحداث الطريفة أيضا، أعمال العنف والشغب التي اندلعت في مباراة رواندا ونيجيريا، بسبب قيام أحد المتفرجين بالنزول لأرض الملعب، وسرقة قفاز حارس مرمى المنتخب الراوندي والذي كان موضوعا داخل المرمى.
وتشابك اللاعبون الروانديون داخل الملعب، وسرعان ما انضم إليهم رجال الشرطة، وأدى ذلك لإراقة الكثير من الدماء في المدرجات وخارج الاستاد في تصفيات كأس الأمم الأفريقية تونس 2004، غير أن رجال الشرطة استطاعوا السيطرة على الأمور واستكملت المباراة بعد نصف ساعة دون وجود القفاز السحري.
مباخر في الملعب
الأطرف كان في لقاء العودة عندما ملأت الجماهير النيجيرية الملعب بالمباخر، لإبطال السحر الذي أجراه الروانديون مستخدمين القفاز.
أعشاب واستحضار أرواح
يقول أموس بفومو، المعالج التقليدي في مابوتو عاصمة موزمبيق، في تقرير نشرته الصحافة السودانية: “هناك العديد من الطرق التي يمكن بها للمعالج التقليدي تقديم المساعدة المشروعة للاعبي كرة القدم، فالأعشاب على سبيل المثال تجعل أداء اللاعب أفضل أما أرواح الأسلاف فتمنحه القوة والمؤازرة”.
وعن الطقوس السحرية المعروفة “بالكيوسينيسا”، يؤكد “بفومو” أنه يقدم العلاج للاعب كرة القدم في صورة مزيج يجمع ما بين الوصفات الطبية الشعبية والجلسات الروحانية.
وصفات شعبية وجلسات روحانية
وتابع: “أقوم بشك ونغز جسم اللاعب في عدد من النقاط الرئيسية وخاصة في الساقين، وذلك بالطرف المدبب لريشة طائر، ثم أقوم بتدليك أماكن الوخزات بمسحوق أعشاب وفي خضم هذه العملية لا يكتسب اللاعب القوة البدنية فقط، وإنما تنتقل له أيضا قوة أرواح الأسلاف”.