في اليوم العالمي للتلفزيون.. إطلالة على مسيرة البرامج الرياضية في ليبيا
52 عامًا على ميلاد وظهور الإعلام الرياضي التلفزيوني.. توجت بإنشاء أول قناة رياضية متخصصة
صادف يوم السبت الماضى الموافق 21 من شهر نوفمبر الجاري، الاحتفال السنوي باليوم العالمي للتلفزيون، تأكيدا وتذكيرا واعترافا بدوره الكبير والمؤثر والمتزايد في نشر الوعي الرياضي والثقافة الرياضية ونبذ التعصب وكل المظاهر السلبية وإبراز المعنى الحقيقي للرياضة ومنافساتها الرياضية الشريفة والتسابق والتنافس على نقل وإبراز أهم الأحداث الرياضية.
الانطلاقة قبل 52 عامًا
تعود انطلاقة ومسيرة البرامج الرياضية المرئية في ليبيا إلى وقت مبكر يرجع إلى أواخر الستينيات حيث كانت البداية باجتهادات ومحاولات فردية وبمساحة زمنية محدودة ثم تطورت مع مرور السنوات لتتوسع مساحة البرامج الرياضية عبر روادها الذين فتحوا الطريق والأبواب على مصراعيها أمام باقي الأجيال الذين أثروا هذه الوسيلة الإعلامية المهمة التى كان ولازال لها مكانتها وصداها في المشهد الإعلامي والتي واكبت الكثير من الأحداث الرياضية المحلية والدولية.
واليوم أردنا أن نستعيد الذكريات مع مسيرة البرامج الرياضية التلفزيونية في بلادنا وفاء منا لجيل الرواد من الرعيل الأول الذين عملوا في ظل ظروف صعبة ومع هذا قدموا جهدًا إعلاميًا يستحق أن نذكره ونذكر به كل الأجيال.
انطلاق التلفزيون الليبي
بدأت الإذاعة المرئية الليبية إرسالها بتاريخ 24 – 12 – 1968، وانطلق الإرسال المرئي الملون رسميًا في شهر فبراير عام 1976 وقامت الإذاعة الليبية بأول نقل تلفزيوني لمباراة في كرة القدم بالأبيض والأسود وجمعت منتخبنا أمام نظيره الأثيوبي ضمن تصفيات كأس العالم في أول ظهور لمنتخبنا في تصفيات المونديال يوم 26 يناير عام 1969 بصوت المعلق الرياضي محمد علي الورفلي وجرت المباراة بملعب البركة ببنغازي وأسفرت عن فوز منتخبنا الوطني بهدفين لصفر أحرزهما كل من ديمس الصغير وأحمد بن صويد.
ميلاد الإعلام الرياضي المرئي
شهد عام 1968ميلاد الإعلام المرئي التلفزي حيث قدمت لأول مرة البرامج والمواعيد الرياضية وكان من أبرز روادها من الرعيل والجيل الأول من مدينة بنغازي كل من يونس نجم وفيصل فخري ومحمد علي الورفلي عبر البرنامج الرياضي المرئي الشهير دنيا الشباب، ومن مدينة طرابلس ضمت أسرة البرامج الرياضية كل من حسن الشغيوي وصالح دراويل وعبدالهادي الفيتوري استمرت الإذاعة المرئية في نقل المباريات والأحداث الرياضية على مستوى فرق الأندية والمنتخبات وقدمت العديد من البرامج الرياضية عبر شاشة التلفزيون الرسمي للدولة طوال سنوات السبعينيات.
أبرز الأحداث الرياضية التي نقلها التلفزيون الليبي
ومن أبرز الأحداث الرياضية التي نقلها التلفزيون الليبي مشاركة منتخبنا الوطني لكرة القدم في دورة ألعاب البحر المتوسط من ملعب الخامس من جويليه بالجزائر عام 1975 بصوت المعلق الرياضي فتحي سويري ومباريات منتخبنا الوطني في تصفيات بطولة أمم أفريقيا وتصفيات كأس العالم ومشاركة فرقنا المحلية في بطولات الأندية الأفريقية والدورة المدرسية العربية بطرابلس عام 1977 ونهائيات كأس العالم بألمانيا عام 1974 ونهائيات كأس العالم بالأرجنتين عام 1978 ومباريات أسطورة الملاكمة العالمية محمد علي كلاى، وغيرها من الأحداث الرياضية في ألعاب مختلفة أبرزها بطولة الأندية العربية للكرة الطائرة التي توج الترسانة بطلا لها وبطولة الأندية العربية لكرة اليد بطرابلس.
وكان من أبرز المعلقين الرياضيين الذين تناوبوا على التعليق على مباريات الدوري الليبي ومباريات منتخبنا الدولية في فترة السبعينات محمد علي الورفلي وفتحي سويري وحسن الشغيوي ولامين قنيوة ومحمد بالراس علي وعياد الزوي، بالإضافة إلى الزميلين محمد المبروك يونس وعلي الماطوني اللذان تعاونا في تقديم البرامج الرياضية التليفزيونية.
نقل تلفزيونى مباشر لأكبر حدث قاري
شهد النشاط الرياضي والإعلامي انتعاشة كبيرة مع عودة النشاط الرياضي بعد توقف مع مطلع الثمانينيات وكانت الجماهير الرياضية متعطشة لعودة النشاط الرياضي والإعلامي بعد أن نفضت عنها غبار الزمن، وتزامن ذلك مع استضافة ليبيا لبطولة أمم أفريقيا لكرة القدم عام 1982 التي نقلت بكوادر ليبية فنية على الهواء مباشرة ولأول مرة يتم نقل حدث رياضي بهذا الحجم وبحضور وتواجد عدد كبير من وسائل الإعلام العربية والأفريقية والعالمية وشخصيات رياضية عالمية بارزة يتقدمهم رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم أنذاك جواو هافيلانج
كانت التغطية الإعلامية تقتصر على النقل المباشر لمباريات كرة القدم من صافرة البداية إلى صافرة النهاية حيث لم تظهر بعد في إعلامنا الرياضي فكرة المراسلة من داخل الملعب أو فكرة الاستوديو التحليلي لكل مباراة رغم وجود مدربين وأسماء عالمية كبيرة واكبت البطولة القارية الكبيرة حيث قام بالتعليق على مباريات البطولة من ملعب طرابلس المعلق الرياضى محمد بالراس علي والإخراج لمخرج البرامج الرياضية محمد حفتر وبالنسبة لمباريات ملعب بنغازي الدولي كان التعليق بصوت المعلق الرياضي فتحى سويري والإخراج للمخرج فرج المذبل.
تعثر وانتعاشة
حصل بعد ذلك انفراجة في النشاط الرياضي والإعلامي وزادت الإذاعة المرئية من حجم اهتمامها بالبرامج والمواعيد الرياضية والمساحة والمدة الزمنية المتاحة مع استئناف النشاط المحلي وعودة المسابقات الكروية المحلية التي كانت تنقل عبر الإذاعة المرئية في شكل ملخصات أحيانا وأحيانا النقل الكامل لبعض المباريات.
ثم حصلت نقلة أخرى كبيرة على مستوى الإعلام الرياضي عام 1987 ولأول مرة تخصص مساحة كبيرة لنقل مباريات الدوري الليبي والنشاط الرياضي عبر برنامج من الملاعب الذي كان من أشهر البرامج وهو برنامج أسبوعي يقدم مساء كل يوم جمعة على الهواء مباشرة وقدم خدمة إعلامية كبيرة للنشاط الرياضي وأتاح الفرصة لبروز العديد من المراسلين بمختلف المدان واشرف على إعداد هذه البرامج والمواعيد الرياضية الزميل المخضرم محمد بن تاهية.
وتميزت مرحلة الثمانينيات بظهور وبروز جيل آخر من المعلقين الرياضيين من مدن مختلفة كما تميزت تلك الفترة بتواجد وظهور أول للعناصر النسائية حيث كانت الراحلة سعاد أبوشيبة أول عنصر نسائي يساهم ويشارك في تقديم البرامج الرياضية التلفزيونية ثم ظهرت بعد دلك الزميلة الراحلة زهرة المغربى.
فترة عصيبة وسنوات عجاف
في أواخر الثمانينيات بدأت بعض الصعوبات تواجه مسيرة الإعلام الرياضي التلفزيوني المتعثر الذي كان يظهر في المناسبات الرياضية المهة وتارة يختفي ويتوقف وحظيت مهرجانات الفروسية الدولية السنوية باهتمام عالمي كبير عبر شاشة التلفزيون الرسمي الليبي استمر لسنوات عديدة.
ومرت مرحلة التسعينيات بفترة عصيبة وثقيلة على الرياضة الليبية وعلى الإعلام الرياضي وكانت سنوات عجاف وقلت المساحة المخصصة لمباريات كرة القدم خاصة على مستوى التلفزيون حيث توقفت المشاركات الدولية على مستوى الأندية والمنتخبات لقرابة خمس سنوات وأكثر وحرمت جيل مميز من الظهور والبروز دوليًا وحتى من الشهرة إعلاميًا وانعكس هذا الركود وهذه السنوات العجاف على مسيرة الصحافة الرياضية والإعلام الرياضي لأن المشاركات الدولية كانت متوقفة والمسابقات المحلية كانت متعثرة أيضًا وواجهت الكثير من الصعوبات والمشاكل.
ليبيا الرياضية النقلة الابرز
ثم جاءت النقلة الكبيرة في الإعلام الرياضي الليبي بظهور قناة ليبيا الرياضية الفضائية عام 2004 كقناة رياضية متخصصة التي شكلت إضافة مهمة للمشهد الإعلامي وأعطت دفعة كبيرة للنشاط الرياضي وشكلت حافزا مهما وساهمت في التعريف بالدوري الليبي وبنجوم الكرة الليبية وبكل اللاعبين والإعلاميين وبدأ الجمهور الرياضي يحفظ عن ظهر قلب أسماء اللاعبين المحليين وحتى الإعلاميين بعد أن حرموا طويلا من الظهور إعلاميا.
وبدأنا نشاهد اهتمام إعلامي مرئي لمختلف الألعاب والمسابقات والاستوديو التحليلي الذي أتاح الفرصة للاعبينا ومدربينا في كيفية التعود على الحديث في الأمور الفنية الرياضية وساهمت هذه القناة في استيعاب أعداد كبيرة من الإعلاميين من مختلف المدن وأصبحت بالفعل قناة ليبيا الرياضية بيت خبرة في مجال الإعلام الرياضي الليبي وهناك كثير من الإعلاميين الرياضيين من الجيل الأخير مروا عبر بوابة ونافدة ليبيا الرياضية إلى قنوات فضائية أخرى.
ظهور الإعلامي المتخصص
أيضا تميزت تلك الفترة بظهور الإعلامي المتخصص فلم يعد هناك كما كان في السابق الإعلامي الذي يقوم بتغطية كل الألعاب والرياضات بل أصبح هناك التخصص، فأصبح لدينا في ليبيا إعلاميين ومعلقين متخصصين في كرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة والألعاب الفردية وأيضا هناك من تخصص بالمراسلات الميدانية وهناك من تعلق بالتعليق الرياضي وبرع فيه وهناك من تميز بإعداد التقارير أو البرامج الحوارية أو البرامج التوثيقية وقراءة الأخبار والنشرات الإخبارية.