الرياضة الليبية

في حواره مع “الجارديان”.. “المنير” يروي لأول مرة تفاصيل رحلة احترافه من ليبيا إلى أمريكا

صنع لنفسه مسيرة احترافية بعدما رحل عن بلاده بسبب الفوضى، ولكنه لم ينس أبدا أولئك الذين تركهم خلفه، هكذا بدأت صحيفة “الجارديان” البريطانية حوارها مع محترفنا الدولي محمد المنير مدافع لوس أنجلوس أف سي بالدوري الأمريكي لكرة القدم للمحترفين.

وتحدثت الصحيفة في مقابلة “المنير” عن الظروف الصعبة التي مر بها اللاعب في ليبيا خاصة عندما كان في الـ19 من العمر ويدافع عن ألوان فريق الاتحاد بالعاصمة طرابلس.

وروى المنير كيف توقف الدوري الممتاز بعد قيام الثورة الليبية في 17 فبراير 2011، حيث انتهت المرحلة  الأولى من البطولة.

وأضاف أن فريق الاتحاد كان على استعداد للمرحلة الثانية من الدوري ولكن تم إيقاف البطولة مجددا لأسبوع أو 10 أيام لحين استتباب الأمن في البلاد.

وسرد المنير متأثرا الأحداث الصعبة التي مر بها في تلك الفترة وكيف رأى أصدقائه يموتون في الشوارع حتى أنه كان لا يعلم إذا خرج من منزله “هل سيعود أم لا؟ إلى أن تأزمت الأمور بشكل كبير خاصة مع انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وصعوبة الحصول على الطعام.

بعدها تحدثت الصحيفة عن السنوات التي تلت ذلك خاصة بعدما رحل المنير في 2011 عن ليبيا ليصنع لنفسه مسيرة احترافية بينما يسعى لتقديم الدعم لأسرته في طرابلس.

وأضافت أن لوس أنجلوس أف سي تمثل المحطة الأخيرة حتى الآن في رحلة المنير التي بدأت من ليبيا مع الاتحاد حتى أصبح أول لاعب ليبي ينضم للدوري الأمريكي عندما تعاقد معه أورلاندو سيتي ومن ثم انتقل إلى لوس أنجلوس.

وأوضحت الصحيفة أنه رغم الاستقرار المالي والأسري مع زوجته وطفليه، فإن “قلق المنير لا يختفي أبدا” على أسرته في ليبيا إلى جانب شعوره بالوحدة وهو بعيد عن وطنه.

وتحدث المنير بعدها عن معاناته في التواصل مع عائلته في ليبيا خاصة مع فارق التوقيت الذي يبلغ 9 ساعات، مؤكدا أنه يشعر بتحسن كبير حال تحدثه معهم.

وأوضحت الصحيفة أن لاعبنا الدولي حاول إرسال أموال إلى عائلته في ليبيا لأنهم لا يستطيعون الوصول إلى حساباتهم المصرفية.

وعن أوضاع كرة القدم في ليبيا، قال المنير  إن بلاده تمتلك لاعبين مميزين ولكنهم لا يخوضون المباريات باستمرار إذ يلعبون مباراة واثنتين كل شهرين أو 3 أشهر . ولم تغفل الصحيفة تأثير الأوضاع المضطربة بالسلب على المنتخب الليبي الوطني لكرة القدم والذي مثله المنير 19 مرة.

وأضافت أن فرسان المتوسط لم يتدربوا أو يخوضوا أي مباراة على أرضهم منذ 2013 إلى جانب استضافة الدول المجاورة مثل مصر وتونس لمباريات المنتخب الليبي في تصفيات كأس العالم وأمم أفريقيا. كما أشارت الصحيفة إلى توقف الدوري الليبي أكثر من مرة منذ 2011 وكان أخرها موسم 2018/ 2019  والذي بدأ في نوفمبر 2018 وتم تعليقه في مايو الماضي.

وروى المنير متأثرا قصة خروجه من ليبيا إلى بارتيزان بلجراد، إذ تراجع الفريق عن الاتفاق بعدما وصل إلى صربيا لينتقل بعدها إلى فريق جاجودينا المنافس وظل 6 أشهر بدون لعب ولم يحصل المنير على الأموال الكافية لأنه لا يشارك في المباريات ليفكر في العودة لشعوره بالوحدة ولكن كيف سيفعل ذلك !.

وقال المنير تعليقا على ذلك”لو عدت إلى ليبيا، ماذا سأفعل؟ لا توجد جامعات. لا توجد كرة قدم. لا يوجد شيء”.

وفي بداية موسم  2012/2013 سنحت الفرصة للمنير للمشاركة مع جاجودينا ليلفت انتباه ناديه السابق ليستعيده مرة أخرى.

وقال المنير: “لقد كانت الاتفاق جيدا، ووجدتها فرصة لتغيير حياة عائلتي”، وانضم المنير إلى الاتحاد مرة أخرى في يناير 2014 ولكن عادت الاضطرابات مرة أخرى ليغادر اللاعب ليبيا مجددا بعد 8 أشهر بدون أن يحصل على راتبه.

وعاد المنير بعدها إلى جاجودينا في صفقة انتقال حر ثم رحل في عام 2015 إلى دينامو مينسك في بيلاروسيا، واستمرت رحلة لاعبنا الدولي لينضم إلى بارتيزان بلجراد في عام 2017 ثم وقع مع أورلاندو سيتي الأمريكي في عام 2018. وأخيرا ضمه لوس أنجلوس إف سي في ديسمبر الماضي.

واختتم المنير لقائه مع الجارديان بكلمات مؤثرة قال فيها “لقد سألت في العام الماضي إذا كان بإمكاني إحضار عائلتي إلى هنا معي لكن لم يكن ذلك ممكنا لأسباب سياسية”، وأضاف: “الحمد لله أنني لا زلت أجد سبيلا لمساعدتهم آمل أن يتغير الوضع”.
 

يشار  إلى أن المنير  يعد من العناصر الأساسية في لوس أنجلوس إف سي، ولكنه قد يغيب  خلال الفترة المقبلة بسبب تعرضه لإصابة قوية في الوجه خلال المباراة الأخيرة أمام لوس أنجلوس جالاكسي بعد تدخل عنيف من السويدي  زلاتان إبراهيموفيتشن ومن المرجح أن يخضع لاعبنا لجراحة خلال الأيام المقبلة.

ويتصدر لوس أنجلوس أف سي جدول ترتيب مجموعة الغربية بـ46 نقطة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى