اراء

(في كنف الشرف.. فَليتنافس المتنافسون)

إبراهيم الورفلي
إبراهيم الورفلي

كنت قد تمنيت – البارحة – ألَّا تضع قرعة ربع نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية، مُمثلَي كرة القدم الليبية في مواجهة بعضهما.. آملاً.. أو متمنياً – بتعبير أدق – أن يكون نهائي هذه النُسخة (ليبياً خالصاً) في ظل خلو أدوار المسابقة المتقدمة، من كبار قوم المُستديرة السمراء على صعيد فرق الأندية.. فيما لو استثنينا الفتيُّ المصري (بيراميدز) المرشح الأبرز لنيل اللقب، والعتيد الكونغولي (مازيمبي) الذي ليس في أحسن حالاته الفنية.
فَفريق مدينة البرتقال المغربية (نهضة بركان) مُهلهل الصفوف كونه يمر بحالة إحلال وتجديد، والبور سعيدي (المصري) يترنح مؤشر نتائجه ما بين الجيد والمقبول.. وكذلك الحال بالنسبة للجنوب أفريقي (أورلاندو) والتنزاني (سيمبا).. أما وهذه القرعة اللعينة لم تكن رحيمة بنا، فَجُلّ ما بتنا نتمناه هو أن يحظى لقاء الجارين، بوصف (نهائي مُبكِّر) الذي لن يُطلق عليه – اعتباطاً.. أو مجاملةً – بل نظير ما سيحفل به من مستوىً راقٍ، وما تكتسيه مجريات لعبه من فُرجة ممتعة في كنف التنافس الشريف والروح الرياضية العالية.
العبوا كرة قدم نظيفة عفيفة بعيدة عن المُهاترات والتشنجات التي من شأنها أن تسم أداءكما بالقُبح الأخلاقي، وتُجرِّده من مُسح الجمال الفني!.
أعيدوا ذاكرة عُميان التعصُّب، إلى زمن (ديربي) كرة القدم الليبية الجميل، أين كانت الساحرة المستديرة تتدحرج بين أقدام مواهب الفريقين العريقين – كلُعبة، لا حرباً – على مدار ساعة والنصف من الشغف والتشويق والإثارة، يُبدل فيها الجهد السخي ويُسكب مدرار العرق حُبَّاً في غلالة النادي واعتزازاً بشعاره واحتراماً وتقديراً لجماهيره.. يتفوق هذا تارةً، ويُخفق في تارات.. ويفوز ذاك مرةً، ويخسر في مرات.. أما القاسم الأكثر اشتراكاً بينهما، فَهو ألا يفقد أي منهما نتيجة المباراة، وتاج التحلّي بالروح الرياضية معاً.
هي فرصة (ذهبية) لتمسحوا من خلالها الصورة المشوهة تلك التي علقت بِمخيِّلة أحباء (اللعبة الشعبية الأولى) ليس على الصعيد المحلي فحسب – عن ديربي الكراهية – بل بمختلف البقاع والأصقاع الإقليمية والقارية!.

زر الذهاب إلى الأعلى