قراءة في دوري الكرة
ظلت الفرق الكبيرة هي المسيطرة على ألقاب دوري الكرة الليبي، بما توفر لها من إمكانيات لم تتوفر للفرق الأخرى الصغيرة، وإن كانت عريقة لكن طموحاتها لا تتعدى ضمان البقاء في القسم الأول أو ما يُسمى الدوري (الممتاز).
بعض هذه الفرق رضخت للأمر الواقع ودارت عليها الدوائر وهبطت للقسم الأدنى، وربما كان هناك عدد كبير من المتابعين حالياً لا يعرفون فرقاً كانت لها صولات وجولات في ملاعبنا، وهي الآن بعيدة عن الأضواء والشهرة مثل الصقور والطيران والنجمة والأفريقي والمروج والنهضة والقرضابية والشرطة والترسانة والجزيرة والاتحاد العسكري والظهرة ورفيق والوحدة، ومعذرة إن خانتني الذاكرة في أسماء أخرى.
مع ذلك فإن بعض هذه الفرق التي تُسمّى بالصغيرة، استطاعت خلال فترات متعاقبة أن تخطف بعض الألقاب مثل الشط والمحلة والأولمبي، وأخرى حددت مساره في بعض المواسم.
الآن وقد تغيّر الحال في وجود الاحتراف يمكن أن تنقلب الموازين، وإذا كانت فرق الاتحاد والأهليان والنصر هي التي انحصر بينها الصراع خلال السنوات الماضية، وقد يستمر، فإن المستقبل قد يشهد تغيراً وإن لم يكن في وقت قريب.
فالمدينة كفريق سبق له أن ظفر ببعض الألقاب يحاول جاهداً العودة إلى منصات التتويج، وهو الذي كان دائماً بعبعاً أمام الفرق الكبيرة، وإن تعددت عثراته مع الفرق الصغيرة، كما أن الأخضر كشّر عن أنيابه الموسم الماضي وكان قريباً من إحداث المفاجأة، ولا شك أن ذلك رسّخ القناعة في نفوس مسؤوليه ولاعبيه أن التتويج بات ممكناً وما يُقدّمه هذا العام يؤكد ذلك.
نعم مازالت هناك فوارق بسيطة بين الفرق الكبيرة والفرق الأخرى المتطلعة لكسر الاحتكار، ويظهر ذلك من خلال النتائج المسجلة حتى الآن، حيث أصبحت مرتبطة بإعلان الحكم لنهاية المباراة، ولم تعُد هناك أحكام مسبقة على النتائج، وفي كثير من الأحيان كان الفارق بين الفرق الكبيرة والصغيرة أثناء المواجهات هو لون الغلالات؛؛
ولأن الحسم في الدوري الحالي من خلال سداسي، فإن دائرة التنافس قد توسّعت، وإذا كان الأخضر قد أزاح النصر عن رباعي العام الماضي، وتقدّم على الأهلي ب في الترتيب فإن فرق السويحلي والأولمبي تُقدّم ما يؤهلها للنسج على نفس المنوال، وإن فرق اتحاد مصراتة وأبي سليم والخمس والهلال قادرة على إحداث المفاجآت؛؛