كثيرة هي الدول التي خيرت المدرب الوطني لتدريب منتخباتها الكروية عربية كانت أو أجنبية لكن ذلك لم يتم كردة فعل معينة أو لامتصاص غضب الرأي العام بقدر ما كان قناعة ولدتها تجارب سابقة مع أن نجاح اي مدرب وطني كان أو من جنسية أخرى يرتبط بالنتائج أكثر مما يرتبط باسمه أو تاريخه ولم يشفع الاسم و لا الشهرة ولا التاريخ لكثير من المدربين المرموقين و تعرضوا لإقالات عديدة لأن النتائج كانت سلبية مع أنها لم تكن مرتبطة بهم فالنتائج ترتبط بعدة عوامل ومقومات مثل التاريخ الكروي للبلد والبنى التحتية ووفرة المواهب وقاعدة الإعداد المبكر وانتظام المسابقات وتعدد المشاركات وتوفر الإمكانيات.
لكن المدربين هم الذين يتحملون النتائج سلبيًا و إيجابيًا لذلك نراهم يتنقلون بين الفرق و المنتخبات و لست بحاجة إلى الاستدلال فأحباء الكرة يعرفون أكثر مما أعرف عن 《فيولا ، سانتانا ، هيلموت شون ، زاجالو ، بيرزوت ، السير الف رامزي ، روبسون ، بيلاردو ، ساكي ، سكولاري ، إيمي جاكيه ، ديلبوسكي ، لوف ، ليبي ، أنشيلوتي ، مورينيو ، لومير ، هيدالغو 》وأسماء لا يمكن حصرها خلال حقبٍ متعاقبة ومرورًا بالجيل الجديد من أمثال《قارديولا ، زيدان ، كلوب ، ارتيتا 》 ومدرب الأرجنتين الذي أعاد لها كأس العالم!
هناك أسماء مغمورة لكنها نجحت في مراحل معينة ثُم اختفت كما هو حال 《 رانييري الذي أوصل ليستر سيتي إلى قمة الدوري الإنجليزي ، و قبله براين كلوف الذي قاد نوتنغهام فورست إلى الفوز بدوري الأبطال وهو في الدرجة التانية 》.
ما أكثر المدربين الوطنيين الذين نجحوا مثل 《 شحاتة ، الشتالي ، بلماضي ، عمو بابا ، الزياني ، البنزرتي ، كرمالي ، واخيراً الركراكي 》
ولكنهم جميعًا تعرضوا لإخفاقات كذلك ومنهم من انتهى مصيره بالإقالة!
نحن لسنا بأفضل من هذه الدول على جميع الأصعدة ولن يغير أي مدرب وطني من واقعنا بين ليلةٍ وضحاها لأن الإصلاح يحتاج إلى وقت وأنا على يقين أنّ مجرد إخفاق المدرب الذي يتم اختياره في بعض المباريات سيعرضه لحملة ( شعواء ) لها علاقة بالانتماء والتدخل دون دراية و كأننا 《البرازيل》أو أي دولة كروية أخرى متقدمة أجنبية كانت أو أفريقية او عربية مع أن كل الدول تعرضت لإخفاقات طويلة مثل 《 البرازيل ، إيطاليا ، ألمانيا ، بلجيكا ، مصر ، الجزائر ، الكاميرون ، غانا ، نيجيريا 》 وهي دول تعج بالمتحرفين الذين يتألقون في ملاعب أوروبا و حتى 《 المغرب 》وإن كانت قد وصلت إلى رباعي كأس العالم إلا أن الفشل ظل ملاحقًا لها وهي منذ عام 《 1976》 لم تفز بكأس أفريقيا ( اللقب الأهم) وهو إخفاق ما بعده إخفاق!
لا ننتظر تغيير الواقع بسرعة وعلينا أن نعترف بأن المدرب الوطني مازال ينقصه الكثير وإن حصل البعض على رخص متقدمة للتدريب ومع غياب الحنكة وقوة الشخصية فإن عنصر الثقافة كذلك مازال مفقودًا وهو الأهم ألا تشاهدون 《 كلوب ، غوارديولا ، مورينيو ، ارتيتا 》 وهم يتكلمون وكأنهم أدباء حتى إن المرء ليتساءل متى وجدوا الوقت لهذه العبقرية في الحديث والفهم والإدراك والدبلوماسية و اللباقة وهم الذين قضوا جل حياتهم في الملاعب؟!