[avatar user=”amergomea” size=”thumbnail” align=”right”]عامر جمعة[/avatar]
بغض النظر عن ما قيل ويقال عن توفر المواهب الكروية عندنا على مرّ الزمن، وبغض النظر كذلك عن ما قيل ويقال عن “هوس” جمهورنا بالكرة إلا أن ذلك لا يحول دون الاعتراف بأننا دولة متأخرة كرويًا، لا مقارنة بدول أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، بل حتى على المستوى العربي.
من المؤكد أن هناك من المخالفين الرأي وربما رآني آخرون مجحفًا في حق لاعبينا وكرتنا، لكن إذا كانت المقارنة مع الأوروبيين واللاتينيين وبعض دول آسيا غير مقبولة، ولستُ بحاجة إلى ذكر الأسباب لأنها واضحة ومعروفة لكل المتابعين العارفين، فإن المقارنة بالدول العربية منطقية وفي هذه الحالة علينا أن نعترف بأننا نحتاج الى سنوات من الإصلاح على كل المستويات التي لها علاقة باللعبة لنلحق بالركب العربي، قبل أن نُفكر فيما هو أكثر من ذلك، فأقطار عربية عديدة تأهلت لنهائيات كأس العالم مثل مصر والمغرب والجزائر وتونس والسعودية والكويت والإمارات والعراق، ولم نتأهل، وفازت ببطولات قارية مثل الكويت والسعودية وقطر والعراق ومصر والمغرب والجزائر وتونس ولم نفز بها، والفوز بكأس الشأن لا يُمثل أهمية كبيرة!
ولأن تطور الكرة والمنتخبات يؤسس على فرق النوادي فإن الدوري المحلي في كل الأقطار التي ذكرت سلفًا هو حتمًا أفضل من دورينا، وإن تفاوت المستوى الفني والتنظيم بين قطر وآخر فالدوريات المحلية في السعودية أحسن حالًا من العراق والكويت، وكذلك فإن تونس والجزائر والمغرب ومصر كلها هي الأفضل على المستويين العربي والأفريقي، إلا أن الفارق بينها يتمثل في جودة الملاعب في مصر والمغرب وقطر، ولم يكن الأمر كذلك في تونس والجزائر لأسباب تتعلق بالإمكانيات المادية في تونس والظروف الطبيعية في الجزائر.
نحن دولة لدينا الموارد المادية لكن سياسة المسئولين على مدى سنوات طويلة تجاه الرياضة كانت سلبية، فملعب طرابلس الدولي لا يملك هذه الصفة سوى الاسم، إنما هو في الحقيقة مجرد أثار شركة رومانية وعفى عليه الزمن، وأين هي الملاعب الأخرى ودورينا بلا طعم ولا لون ولا رائحة ولا لوائح ولا نظام ولا انتظام، بل هو تعصب وخصام.. فمن يصلح مع قادم الأيام؟!