كسر عظم
حسنًا .. سطوة الأندية وهيمنتها وقدرتها على إدارة اللعبة لصالحها وإجبار اتحاد الكرة على الانصياع لرغباتها ومصالحها، أمرٌ لا زال يثير الكثير من علامات الاستفهام والاستغراب والحيرة بسبب هذا الواقع القديم الجديد الذي يزعجنا، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الأندية، وعلى المسيرين لاتحادنا الكروي أن يبحثوا عن أعذار واهية يقدمونها للرأي العام، يغطون بها ضعفهم وعجزهم عن فرض إرادتهم ورؤيتهم التي يفترض بها أن تتبنى المصلحة العامة للعبة.
نتابع جميعًا كيف تدار كرة القدم في العالم، ونتعجب لأننا لا زلنا نتحدث عن هكذا إشكالية تلازم كرتنا المحلية، رغم تراكم السنوات، منذ أن انطلق اول دوري ليبي لكرة القدم تحت مظلة اتحاد الكرة، ومع الانفتاح على العالم، وسهولة تدفق المعلومة، وتوفر أساليب ومناهج الإدارة الحديثة، ومشروعية وحدود أو نوع العلاقة بين الاتحاد المسير والأندية المشاركة في نشاطه، والتي يحكمها النظام الأساسي ولائحته التنفيذية.
نعم.. الأندية هي شريك لاتحاد الكرة، ولكن ملعبها هو الجمعية العمومية، أما إدارة اللعبة فهي اختصاص أصيل لمجلس إدارة اتحاد الكرة، ويجب عليها أن تتعاون معه لإنجاح المسابقة، والخضوع لقراراته طالما أنها تصدر منسجمةً مع النظم واللوائح، لا أن تفرض عليه رؤيتها من خلال تكتلات توحدها المصالح والصراعات الخفية بين الأندية.
إن أول خطوة لفرض الإرادة وإجبار الأندية على الانصياع، دراسة وتحليل القرارات قبل إصدارها؛ حتى لا تترك مجالاً للمنتقدين والمتنفذين للالتفاف عليها والتصدي لها، لأنها قرارات متسرعة وضعيفة وغير مدروسة، يسهل الطعن عليها وإسقاطها.
أول القصيدة كفر ، هذا أفضل عنوان لبداية الموسم الجديد فلا احترام لموعد انطلاقها، وهناك تخبط وارتباك في اختيار ملاعبها؛ مما يجبرنا على إعادة طرح السؤال القديم: هل الأندية قوية أم أن اتحاد الكرة هو الضعيف؟