اراء

كفانا مهازل!

علي العزابي
علي العزابي

في وهران الجزائرية وعادت جميع المنتخبات إلى أوطانها، محملة بكل ما لذّ وطاب من قلائد وتراتيب وما حازت عليه من ألقاب اجتهدت في الحصول عليها والظفر بها بفضل سواعد رياضييها وأبطالها، الذين نافسوا بشراسة وقوة فاستحقوا ما سعوا إليه حتى وصلوا منصات التتويج مثنى وثلاث ورباع، ورفعوا رايات بلدانهم بين الرايات المتوجة!

أما نحن وما أدراك ما نحن، فقد كرّسنا مزيداً من خيبات الأمل ومزيداً من التقهقر والتراجع ولم تفلح بعثتنا إلا في نيل نحاسية واحدة يتيمة لا أكثر، كانت غير متوقعة من لعبة حديثة المنشأ هي الكرة الحديدية!
تذيلنا الترتيب من بين ست وعشرين دولة متوسطية وظهر رياضيونا بوجه شاحب وعدنا مطأطئي الرأس، لاقلائد ولا مستوى ولا منافسة، ولا تراتيب وإن كانت المحصلة معروفة قبل أن تنطلق الدورة في عدم الحصول على أية قلادة لصعوبة المنافسة وللفارق الشاسع في الاستعداد والتحضير بين منتخباتنا ومنتخبات الدول المشاركة، إلا أن الطامة هو حالة الاستهتار واللامبالاة في اختيار بعض الرياضيين غير المؤهلين، للمشاركة في الدورة مثلما حدث مع أحد رياضيي ألعاب القوى لضعف إمكانياته وعدم جاهزيته لخوض المعترك المتوسطي، رغم وجود لجنة مشكلة لوضع المعايير المناسبة للمشاركة، لكن المحاباة  والمجاملة هما من أوصل العداء الذي لا يستحق وأبقت على الذي يستحق في طرابلس!!

من دون سبر للآراء وبذل الجهد والتقصي حول جدوى  حضورنا المتوسطي لدورة وهران، فإنها الأسوأ في سجل مشاركاتنا الليبية عبر تاريخها الطويل، ولم تكن إلا دورة سياحية لأخذ اللقطات والصور التذكارية والاستمتاع بالطقس الوهراني الجميل!
أراهن الجميع الذين طالبوا بالتحقيق في نتائج المشاركة والمستوى الهزيل الذي ظهرت به منتخباتنا، وتذيلنا للترتيب من دون منازع أن ذلك لن يحدث ولن يعقد أي مؤتمر صحفي لتقييم المشاركة في الدورة المنقضية، لأنهم لا يملكون الحجة والبرهان على مجابهة الحقائق التي تؤكد فشلهم وتخبطهم وعدم مبالاتهم في تهيئة منتخباتتا بالشكل المرضي والمُشرف، ولن يعتدوا بتلك الأصوات التي نادت وطالبت في مختلف الوسائل   بالتحقيق والوقوف على أدق التفاصيل والأسباب التي أدت إلى هذه المشاركة المخيبة وتداعياتها الوخيمة على سمعة الرياضة الليبية بعمومها. ووصلت بعض المطالبات إلى دعوة مسؤولي الأولمبية واتحاداتها إلى الاستقالة الجماعية والفورية واختيار عناصر وشخصيات أخرى قادرة على انتشال اللجنة الأولمبية من واقعها البائس والذي لم يعد ممكنناً السكوت عليه والتغاضي عنه، لأنه أضر بالحركة الأولمبية وحد من طموحاتنا وتطلعاتنا  وأخرنا عن ملاحقة الآخرين لسنوات طويلة وطويلة جداً!

زر الذهاب إلى الأعلى