اراء

كونوا خير خلف لخير سلف!

علي العزابي
علي العزابي

شخصيات رياضية ليبية رحلت عن دنيانا وتركت طيب الأثر بحبها لعملها ولوطنها .. طيلة حياتها لم تدخر أو تألو جهدًا في  أداء واجبها على الوجه الأكمل دون انتظار لمردود مادي أو كلمة شكر أو ثناء من هذا أو ذاك لأنها تؤمن بالعمل  وإخلاصها للوطن حتى آخر أيامها فكانت تعمل بكل تفانٍ وصدق شهد به القاصي والداني ولم أسمع طيلة عملي في مهنة المتاعب أن أيًا من هذه الشخصيات قد سعى لمنصب أو تكالب علي  نيل  عضوية من اتحاد عربي أو لجنة محلية أو خارجية أو سعى لترأس بعثة رياضية خارجية وإن تقلدوا مناصب مختلفة فالمناصب هي من تطلبهم  إليها ولم يطلبوها  هم بل كان ديدنهم العمل ثم العمل حتى آخر أنفاسهم .!!

مثلا الأستاذ المرحوم عبد اللطيف بوكر هو أول رئيس للاتحاد العربي لكرة حيث سعى  وبقية زملائه لتأسيسه في ليبيا رغم تنكر الاتحاد العربي لكرة القدم لليبيا وعدم اكتراثه بهذا التأسيس لكن في النهاية التاريخ الرياضي لايزال يؤرخ لطرابلس أنها العاصمة العربية التي احتضنت هذا الاتحاد في عام 1974 وأن ليبيا هي من أسسته وكانت نقطة انطلاقه.

والأستاذ المرحوم محمد التواتي الذي ترأس نادي الوحدة لفترة ليست بالقصيرة  هو  أيضًا من رجالات الرياضة المخلصين وكان يتمتع بدماثة الخلق وحسن المعشر وحبه للشباب وحرصه على تشجيعهم وتقديم المساعدة لهم متى احتاجوا إلى ذلك.

المرحوم الأستاذ فتحي نديم الشعلة الذي كان يتقد حماسًا وعملاً دؤوبًا دون كلل أو ملل، كان لاعبًا مرموقًا وشخصية قيادية على مستوى اتحاد الشرطة الرياضي وفي الاتحاد العربي للشرطة.

اللاعب الكبير والمدرب القدير الأستاذ المرحوم علي الزقوزي شخصية معروفة جدًا صاحب الابتسامة الدائمة التي لا تفارق محياه، من أبرز إنجازاته مدرسته المعروفة باسمه التي أنجبت الكثير من اللاعبين المميزين وهي المدرسة التي خرجت نجوما في كرة القدم الليبية   بدأوا  فيها لاعبين وأصبحوا مدربين مشهورين.

الحاج محمود أبودندانه رحمه الله هو أيضًا من الشخصيات التي يصعب تعويضها في الرياضة الليبية بما قدمه لكرة القدم ولعبة الدراجات   وما بذله من جهد وعمل  كبير كمدلك للمنتخب الوطني في  بطولة أمم أفريقيا الثالثة عشرة التي أقيمت بليبيا في مارس من عام 1982 والتي كان لها الأثر الكبير في تحقيق منتخبنا الوطني للنتائج المشرفة في تلك البطولة.

هذه عينة قليلة وبسيطة جدًا من رجال الرياضة الليبية الذين عملوا بتفان وصدق قل نظيره وهم مضرب مثل ونموذج يحتذي وعلى مسؤولي الرياضة الليبية الحاليين  أيًا كان موقعهم الاقتداء بهم والسير على دربهم ومنهاجهم إن أرادوا النجاح  وترك سيرة عطرة  تذكرهم بها  الأجيال وتثني  عليهم كلما ذكرت أسماؤهم  واسترجعت ذكريات ماضيهم بما اكتسبوه من تقدير واحترام نال الثناء والامتنان والشكر الجزيل والعرفان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى